محمد الحجوي
بقلوب يعتصرها الألم، وأعين دامعة على فلذات أكبادنا، تلقينا في الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب نبأ الجريمة النكراء التي تعرضت لها 14 تلميذة قاصر بمنطقة كيكو بإقليم بولمان فهذه الحادثة المأساوية ليست مجرد فاجعة فردية، بل هي جرح غائر في قلب كل مغربي ومغربية وضربة موجهة إلى البراءة والطهر الذي يمثله أطفالنا.
تظل تلك الفتيات الصغيرات، اللواتي لم يكن في ذنبهن سوى الطفولة، ضحايا لعنف لا يصدق، حيث تعرضن لاعتداءات جنسية متكررة ادت ببعضهن الى الحمل في غياب تام للرقابة والحماية من أشخاص خانوا الأمانة وانتهكوا إنسانية الطفولة التي كانت تستحق أن تعيش في جو من الأمان.
هذه الجريمة التي لا يمكن وصفها إلا بأنها همجية وشنيعة، تضاف إلى قائمة من المآسي التي تبرز هشاشة الأنظمة القائمة في حماية الأطفال في بعض المناطق النائية.
إننا في الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب، وبصفتي رئيسة هيئة الدفاع عن المرأة والطفل، نقف في وجه كل من تسول له نفسه المساس ببراءة أطفالنا، فلا مكان في هذا الوطن لمن يسلب الطفولة براءتها، أو يعبث بسلامتها النفسية والجسدية.
نحن هنا اليوم، لا فقط لنعلن تضامننا المطلق مع الضحايا وأسرهن، بل لنؤكد أننا سنكون إلى جانبهن بكل ما أوتينا من قوة، ولن نقبل أن يكون هناك تهاون أو تأخير في تحقيق العدالة وسنكون سدا منيعا ضد أي محاولة للتستر أو الإفلات من العقاب، مهما كان ثمن ذلك.
ومن هذا المنطلق، نوجه رسالتنا إلى:
✅ السلطات القضائية والأمنية: نطالب بتحقيق شامل وعادل يكشف كل خيوط هذه الجريمة البشعة وتقديم كل المتورطين إلى العدالة .
يجب أن يحاسب كل من ثبت تورطه في هذا العمل الإجرامي، سواء كان فاعلا مباشرا أو متواطئا، وأن يتم الكشف عن كل التفاصيل التي أدت إلى حدوث هذه الفاجعة.
✅ الحكومة والمؤسسات التربوية: تعزيز الحماية القانونية للأطفال، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، خصوصا في المناطق القروية التي تفتقر إلى المراقبة الكافية.
يجب على الدولة أن تضع خطة شاملة لضمان حماية أطفالنا في جميع المراحل التعليمية، وأن توفر الدعم الكافي للأسر في هذه المناطق، لكي لا يتكرر مثل هذا العنف المؤلم في المستقبل.
✅ المجتمع المدني والإعلام: رفع الوعي وكسر حاجز الصمت الذي يحيط بهذه الجرائم.
فمن واجبنا جميعا أن نسلط الضوء على هذه القضية وننشر ثقافة حماية الطفولة.
لا للتسامح مع المعتدين. لا لصمت يقتل البراءة. نعم لوطن يحمي أبناءه وبناته.
الإمضاء:الاستاذة سلمى عموش رئيسة هيئة الدفاع عن المرأة والطفل للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب.