A place where you need to follow for what happening in world cup

قدامى الصحفيين بين التهميش والتقدير

0 20

قدامى الصحفيين بين التهميش والتقدير

فقيري إدريس

الصحافة مهنة المتاعب، وأهلها هم الجنود المجهولون الذين أفنوا أعمارهم في ملاحقة الحقيقة وإيصالها إلى الناس، غير أن كثيرًا من قدامى الصحفيين الذين قدموا إسهامات جليلة للمهنة لم ينالوا الرعاية والتقدير الكافيين بعد تقاعدهم أو خروجهم من المشهد الإعلامي.
تاريخ حافل وإنجازات تُنسى
شهدت الصحافة العربية والعالمية أجيالًا من الصحفيين الذين كرسوا جهودهم لكشف الحقائق وخدمة المجتمع، حتى في أحلك الظروف. منهم من غطى الحروب، ومنهم من كشف الفساد، ومنهم من كان صوتًا للمستضعفين. ولكن مع تغير الزمن، وتبدل أولويات المؤسسات الإعلامية، وجد الكثير منهم أنفسهم في الظل، بلا أي دعم أو اعتراف بفضلهم.
أوضاع صعبة بعد التقاعد
مع التغيرات السريعة التي شهدتها الصحافة، خاصة مع ظهور الإعلام الرقمي، وجد العديد من الصحفيين المخضرمين أنفسهم بلا فرص عمل، وبعضهم اضطر إلى ترك المهنة دون أي تأمينات اجتماعية أو ضمانات تضمن لهم حياة كريمة بعد التقاعد. كثير منهم يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، رغم أنهم كانوا يومًا ما في طليعة صناع الرأي العام.
غياب التقدير المؤسسي
بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى تنسى أو تتناسى من بنوا أمجادها، فلا توفر لهم برامج دعم، ولا تكرمهم، ولا تستفيد حتى من خبراتهم في تدريب الأجيال الجديدة. رغم أن بعض الدول والمنظمات الصحفية تحاول تكريم الصحفيين المخضرمين، إلا أن هذه المبادرات تظل محدودة وغير كافية.
مبادرات تحتاج إلى تفعيل
يمكن لمؤسسات الإعلام، والنقابات الصحفية، وحتى الجهات الحكومية أن تلعب دورًا أكبر في رعاية هؤلاء الصحفيين عبر:
1. إطلاق صناديق دعم للصحفيين المتقاعدين لمساعدتهم ماليًا وصحيًا.
2. إقامة جوائز تكريمية تسلط الضوء على إنجازاتهم وتحفظ إرثهم المهني.
3. الاستفادة من خبراتهم عبر إشراكهم في برامج التدريب والإرشاد للصحفيين الشباب.
4. توفير تأمينات صحية واجتماعية تضمن لهم حياة كريمة بعد انتهاء مسيرتهم المهنية.

الصحفيون القدامى هم ذاكرة الصحافة وروادها، ومن الظلم أن يُتركوا في طي النسيان بعد عقود من العطاء. الاعتراف بفضلهم ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو جزء من احترام المهنة ذاتها. الصحافة التي لا تكرم روادها، تفقد جزءًا من روحها وهويتها، ولذلك لا بد من تحرك حقيقي يرد لهم الاعتبار، ويعيد لهم بعضًا من المكانة التي يستحقونها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.