متابعة :بوغليم محمد
في خطوة استباقية لمواجهة خطر اجتياح أسراب الجراد للمنطقة، شرع المغرب في تجهيز أسطوله الجوي على الحدود الجزائرية، مستنفراً إمكانياته اللوجستية وخبراته المتقدمة في مجال مكافحة الآفات الزراعية. هذه التعبئة تأتي في وقت تعيش فيه كل من تونس وليبيا حالة من الترقب، وسط مؤشرات على احتمال طلبهما دعماً من المملكة، المعروفة بقدراتها الرائدة في هذا المجال.
ويعد المغرب القوة الأولى إفريقياً في مكافحة الكوارث الطبيعية، حيث يتوفر على أكبر أسطول من طائرات “Canadair” المتخصصة، التي أثبتت نجاعتها في التدخلات الجوية الدقيقة. كما يمتلك المملكة المختبر الوحيد في إفريقيا لصناعة المبيدات الحشرية، حيث يتم إنتاج. المواد الفعالة من الخام إلى المركزة، لتلبية حاجيات السوق المحلي والتصدير إلى دول صديقة تعتمد على التكنولوجيا المغربية لمكافحة الحشرات والآفات.
وتأتي هذه التطورات في وقت بات فيه خطر الجراد هاجساً حقيقياً يهدد الأمن الغذائي بالمنطقة، ما يضع المغرب في طليعة الدول القادرة على تقديم حلول ناجعة لمواجهة هذه الأزمة، سواء عبر إمكانياته الجوية أو قدراته العلمية والتقنية في مجال المكافحة الحيوية.
ويظل التنسيق الإقليمي عاملاً أساسياً في التصدي لهذه الظاهرة الطبيعية، حيث من المنتظر أن تلعب المملكة، بفضل تجربتها وخبرتها، دوراً محورياً في حماية المجال الفلاحي بالمنطقة، ومساعدة جيرانها في احتواء هذا التهديد البيئي والاقتصادي.