مع حلول شهر رمضان، تتكرر ظاهرة توزيع المساعدات الغذائية من طرف بعض الأحزاب والمنتخبين، لكنها هذه السنة تأخذ طابعًا مختلفًا، حيث يتم التوزيع في ساعات متأخرة من الليل، بعيدًا عن الأضواء، مما يطرح تساؤلات حول دوافع هذه “المبادرات الخيرية”.
هل الهدف الحقيقي هو مساعدة الأسر المحتاجة، أم أن الأمر لا يعدو كونه وسيلة لتعزيز النفوذ السياسي واستقطاب الولاءات مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية؟ فرغم الشعارات الإنسانية المرفوعة، تؤكد الوقائع أن هذه المساعدات لا تصل دائمًا إلى الفئات الأكثر احتياجًا، بل تجد طريقها إلى المقربين وأعضاء الأحزاب، مما يفرغ هذه المبادرات من بعدها التضامني.
هذه الممارسات، التي تتكرر كل عام، تثير تساؤلات حول دور الجهات المسؤولة في ضمان شفافية هذه العمليات ومنع توظيفها لأغراض سياسية. فهل سنشهد يومًا توزيعًا عادلاً للمساعدات بعيدًا عن الحسابات الانتخابية، أم ستظل “قفف رمضان” مجرد ورقة ضغط موسمية تخدم أجندات معينة؟
