متابعة :بوغليم محمد
الجديدة – الإثنين 7 أبريل 2025
من جديد، تُطلّ أزمة النقل الحضري برأسها المشتعل من شوارع مدينة الجديدة، وهذه المرة عبر لهيبٍ التهم حافلة وسط شارع رئيسي، مخلفًا هلعًا في صفوف الركاب والمارة، ومُعيدًا سؤال “السلامة الغائبة” إلى طاولة النقاش العمومي.
الحادث وقع صباح اليوم، عندما اشتعلت النيران في مؤخرة حافلة تابعة لإحدى الشركات المفوض لها تدبير النقل الحضري، في مشهد وثّقته عدسات الهواتف وأعاد تداوله رواد مواقع التواصل بغضبٍ واستنكار. لحسن الحظ، لم تُسجل خسائر في الأرواح، لكن الخوف الذي بثته ألسنة النار كان كافيًا ليشعل احتجاجًا جديدًا على وضعية حافلات وُصفت من قبل المواطنين بأنها “قنابل موقوتة” تجوب الشوارع يوميًا.
الساكنة غاضبة: من المسؤول؟
لم يكن هذا الحريق الأول، ولن يكون الأخير ما لم تُفتح تحقيقات حقيقية تُحدد المسؤوليات، بحسب ما عبر عنه عدد من الفاعلين المحليين. فالأمر، كما يقولون، لم يعد يندرج في خانة “الطوارئ”، بل أصبح عنوانًا دائمًا لفشل منظومة النقل برمّتها، من الترخيص إلى المراقبة، وصولًا إلى شركات تستنزف المال العام مقابل خدمات تزداد تدهورًا.
أين الفحص التقني؟ وأين دفتر التحملات؟
العديد من الأصوات تطالب اليوم بمحاسبة الجهات التي تصادق على صلاحية هذه الحافلات المهترئة، وبمراجعة دفاتر التحملات التي تُركت، على ما يبدو، حبرًا على ورق. فالحافلات التي يُفترض أن تُؤمن التنقل الآمن تحوّلت إلى هياكل صدئة تنفث الخطر وتدوس على كرامة الركاب يوميًا.
طلبة وعمال… الضحية الصامتة
يعيش الآلاف من الطلبة والعمال في مدينة الجديدة معاناةً يومية مع النقل، حيث تفتقر الحافلات للتغطية الكافية ولأبسط معايير الجودة. وبات كثيرون يفضلون السير على الأقدام بدل ركوب “توابيت متحركة” لا يعرفون إن كانوا سيصلون بها سالمين أم محترقين.
الشارع يصرخ: كفى!
لم يعد الشارع الجديدي يقبل مزيدًا من التجاهل. فصوت المواطنين ارتفع اليوم عاليًا، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات المحلية والجهات الوزارية المعنية، من أجل إنقاذ القطاع من العبث، وإرساء نموذج نقل حضري يحترم الإنسان قبل أن ينقله.
الكرامة ليست خيارًا… وسلامة الركاب خط أحمر.