بقلم ✍️ مندوبة جريدة النهضة الدولية TV جهة فاس / مكناس
Nassiri Najia
الروح، حين تُزهق ظلماً، لا تنطفئ بل تصرخ في صمت طالبة الإنصاف.
وفاطمة، تلك الممرضة النبيلة، لم تكن مجرد موظفة في قطاع الصحة، بل كانت عنوانًا للرحمة والضمير المهني. سيدة بشهادة الجيران والزملاء، طيبة الأصل، نظيفة اليد والسريرة، كرّست حياتها لخدمة المحتاجين، وحين رحلت، رحلت في صمت… لكنه صمت ما لبث أن انكسر.
في البداية، قيل إن تسرب غاز أنهى حياتها داخل منزلها. تم نقل الجثة إلى المسجد للصلاة عليها، لكن عناصر الضابطة القضائية أوقفت الموكب، وأصرت على عرض الجثة على الطب الشرعي.
النتيجة كانت صادمة: الوفاة لم تكن عرضية، بل بفعل فاعل.
تحولت فاجعة الوفاة إلى قضية جنائية محورية، تتطلب يقظة أمنية وتحقيقًا معمقًا. القاتل ليس فقط سلب روحًا بريئة، بل استهدف رمزًا من رموز التضحية في قطاع الصحة.
وهو ما يفرض على الأجهزة الأمنية والنيابة العامة التحرك بأقصى درجات الحزم، وتوسيع دائرة البحث، للوصول إلى الجاني، وتقديمه للعدالة دون تأخير، حتى لا يُفلت المجرم من العقاب.
وهنا، لا يفوتنا أن نُثمّن عالياً حس اليقظة والاحترافية العالية لرجال الأمن الوطني، الذين أبَوا إلا أن يكشفوا الحقيقة، ويمنعوا مرور الجريمة تحت غطاء “حادث عرضي”.
رجالٌ ساهرون على أمن الوطن وأرواح مواطنيه، يستحقون كل التقدير على نبل رسالتهم، وإصرارهم على أن لا يُظلم أحد في هذا البلد الأمين.
رحم الله فاطمة، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وألهم ذويها الصبر والثبات.
ولتبقَ روحها الطاهرة شاهدة على أن العدالة، وإن تأخرت، لا بد أن تأتي.
