متابعة:بوغليم محمد
لم تكن ليلة عادية في مركز ثلاثاء بوكدرة… دقائق قبل الغروب، تحركت فرقة من الدرك الملكي بهدوء، لا صفارات ولا أضواء، فقط تعليمات دقيقة ووجوه مشدودة. الهدف: توقيف مجرم خطير دوّخ البلاد، وترك خلفه أكثر من 60 ضحية و30 سيارة منهوبة، دون أن تتركه الأجهزة الأمنية يفلت هذه المرة.
في كمين خاطف، وقع “الذئب”، كما يسميه سكان حيّه بأكادير، في المصيدة. ثلاثيني من ذوي السوابق الثقيلة، اعتاد التخفي وتغيير ملامحه، لا يتحرك إلا وبجانبه شريكته… فتاة قاصر، لم تكمل عامها الخامس عشر، حولها إلى واجهة بريئة تُبعد عنه الشبهات.
داخل سيارة مسروقة، كان يحاول الفرار مجدداً، لكن عيون رجال الدرك كانت أسرع من خططه. جرى تطويقه باحترافية، ولم يجد سبيلاً غير الاستسلام، بعد أن أدرك أن نهايته اقتربت. كانت معه القاصر، منهكة، تائهة النظرات، تحمل في صمتها عشرات الأسرار.
الموقوف متورط في سلسلة من العمليات الإجرامية الخطيرة، امتدت من سيدي إسماعيل إلى الصويرة، ومن أكادير إلى بوكدرة، واستهدفت شاحنات، سيارات، وهواتف، وكل ما يُمكن بيعه في سوق الفوضى. جرائمه لم تكن فقط سرقة… بل اعتداءات بالسلاح الأبيض، تهديد، رعب ليلي، وسرقات منظمة نفذها بدم بارد.
بأمر من السيد الوكيل العام للملك لدى استئنافية آسفي، وُضع الثنائي تحت تدابير الحراسة النظرية، وجرى إشعار مختلف المراكز الأمنية لتوسيع دائرة البحث، واستكمال خيوط هذا الملف الثقيل الذي هزّ الرأي العام.
وهكذا، طويت صفحة أحد أخطر الفصول الإجرامية المتنقلة، بعدما أسدل الليل ستاره على “ذئب الظل” الذي جاب مدن المغرب ليلاً… قبل أن يسقط في فخ رجال الدرك.
