A place where you need to follow for what happening in world cup

0 27

بقلم: عبد الغني جبران – تمارة

في زمن تُستخدم فيه المستديرة كساحة لتصفية الحسابات الرمزية، وتحولت فيه المباريات إلى رسائل سياسية مبطنة، تقف نهضة بركان هذه الأيام، لا كلاعبٍ على العشب فقط، بل كرمز لمغرب يواجه، بثبات، ما هو أبعد من كرة القدم.

الخصم هذه المرة ليس نادي شباب قسنطينة فحسب، بل ما يرافقه من ضجيج دعائي، واستنفار رسمي، وتجييش نفسي… من معسكر مغلق في سيدي موسى إلى طائرة خاصة نحو المغرب، وكأننا أمام بعثة رسمية أكثر منها رياضية.

وفي المقابل، نجد فريقاً مغربياً مثل نهضة بركان، لا يُقابل بهذا الحجم من التعبئة الوطنية، بل يُستقبل أحياناً بتشكيك وتثبيط غير مفهوم من بعض الأصوات المحلية. فهل يعقل أن نقف متفرجين، ونحن نرى فريقاً يواجه لوحده كل هذه الرمزية؟

نهضة بركان ليست فريقاً عادياً. هي ذاكرة انتصار في أدغال إفريقيا، ونشيد وطني صادح في ليالي الكونفدرالية، وأقدام لا تعرف التراجع حين يعلو اسم المغرب. هذا النادي، بمنطق الميدان وبشهادة الخصوم، صعد من الهامش ليكتب فصولاً من المجد الكروي المغربي.

اليوم، لا نُدافع فقط عن نادٍ مغربي. نحن ندافع عن ثقة وطنية، وعن توازن رمزي في فضاء رياضي أصبحت فيه السياسة ضيفاً ثقيلاً.

لهذا، فالواجب لا يُملى… بل يُستشعر.

كل مغربي حر، في هذه اللحظة، عليه أن يتحرّك بما يليق بالحدث: بالكلمة، بالصوت، بالحضور، بالانتماء. فلا شيء أقسى من أن يشعر اللاعبون أن جمهورهم متردد، أو أن وطنهم منقسم.

نعم، المواجهة صعبة… لكنها لحظة نادرة لنثبت أن الروح المغربية لا تُقاس بعدد الجماهير فقط، بل بصدق الانتماء حين يُمتحن.

فلنكن في الموعد، كما كنّا دائمًا.

نهضة بركان لا تلعب وحدها… إنها تلعب باسم كل مغربي ما زال يؤمن أن الشرف لا يُختزل في كأس، بل يُصنع في المواقف.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.