A place where you need to follow for what happening in world cup

دول إفريقية ترفض اتفاق مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية مع البوليساريو وتؤكد دعمها لمغربية الصحراء…

0 59

عبد الغني جبران تمارة

رفضت كل من مالاوي وإسواتيني واتحاد جزر القمر وزامبيا بشكل قاطع المناورة الأخيرة التي أقدمت عليها الأمانة التنفيذية لمجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية “سادك”، إثر توقيعها، يوم 2 أبريل 2025، مذكرة تفاهم مع ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، دون علم أو موافقة عدد من الدول الأعضاء، في خطوة أحادية تفتقر إلى الشرعية وتمثل انحرافا خطيرا عن ميثاق المنظمة الإقليمية.

المواقف الرسمية التي عبرت عنها هذه الدول في مذكرات احتجاجية موجهة إلى أمانة “سادك” عكست استياء واضحا من تسييس منظمة إقليمية يفترض أن تلتزم بالحياد وتخدم المصالح الاقتصادية لشعوب إفريقيا الجنوبية، لا أن تتحول إلى منصة تخدم أجندات انفصالية ترعاها دول معروفة بعدائها للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
اتحاد جزر القمر، الذي كان من أوائل الدول الإفريقية التي افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيون، أكدت في مذكرتها أن توقيع مذكرة التفاهم مع الكيان الانفصالي لا يلزمه بأي شكل من الأشكال، مذكرا بموقفه الثابت إلى جانب المغرب ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية تحت السيادة المغربية. وذكرت جزر القمر بالتزامها بقرار قمة الاتحاد الإفريقي في نواكشوط سنة 2018، الذي جدد حصر معالجة النزاع في إطار الأمم المتحدة، محذرة من أن أي تدخل من “سادك” في هذا الملف من شأنه أن يقوض مصداقيتها.
أما مملكة إسواتيني، فقد اعتبرت أن ما قامت به الأمانة التنفيذية للمنظمة لا يعبر عنها، مجددة دعمها الثابت لمبادرة الحكم الذاتي المغربية ورفضها المطلق لأي نشاط أو اتفاق مع كيان غير معترف به على المستوى الأممي. وأكدت أن القضية تقع حصرا ضمن صلاحيات مجلس الأمن، معتبرة أن هذا التصرف يهدد حياد “سادك” ويظهر تواطؤ بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى إلى زرع الانقسام داخل القارة الإفريقية.

في السياق ذاته، عبرت زامبيا عن رفضها التام لإقحام اسمها في اتفاق لم تكن طرفا فيه، وأكدت أن مذكرة التفاهم لا تعنيها ولا تلزمها قانونيا، وجددت تأكيد دعمها الكامل لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مبرزة أن افتتاح قنصليتها في مدينة العيون لم يكن سوى تأكيد على موقف واضح وصريح.

وجاء موقف مالاوي منسجما مع هذه التوجهات، حيث نددت سلطاتها الرسمية بمحاولة توظيف المنظمة لأغراض لا علاقة لها بالتكامل الإقليمي، مؤكدة أن التوقيع مع كيان غير معترف به يعتبر خرقا واضحا لميثاق “سادك” ولن يفضي سوى إلى إضعاف ثقة الدول الأعضاء في الأمانة التنفيذية، وإثارة الانقسام داخل المنظمة.
هذه المواقف الحازمة كشفت عزلة الأطراف التي تدفع نحو تسييس العمل الإقليمي وفضحت ازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول، وفي مقدمتها جنوب إفريقيا، والتي تتصرف داخل المنظمات الإفريقية وكأنها وصية على باقي الشعوب والدول. كما أكدت أن غالبية أعضاء “سادك” يرفضون الزج بالمنظمة في نزاع مفتعل لا يخدم مصالح المنطقة، وأن الاعتراف المتزايد بمغربية الصحراء هو نتيجة مسار دبلوماسي متوازن يقوده المغرب بثبات تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، حيث باتت المبادرات الانفصالية تصطدم برفض جماعي قاري ودولي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.