A place where you need to follow for what happening in world cup

عثمان الطرمونية يُحوّل الجلسة إلى لحظة تأمل حزبي عميق: من التنظيم إلى سؤال الجدوى السياسية

0 42

 

بواسطة:م/م- وع :ب/م

لم تكن مداخلات الأخ عثمان الطرمونية، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، مجرّد افتتاح بروتوكولي لأشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي بسيدي بنور، بل شكّلت منعطفاً خطابياً ومضمونياً حوّل مجرى اللقاء من مساحة تنظيمية إلى منصة لتأمل عميق في راهنية العمل الحزبي وإكراهات الفعل الديمقراطي.

بعقلانية القائد وهدوء المتمرس، أعاد الطرمونية رسم معالم النقاش من خلال مساءلة الصلة بين “المسار الديمقراطي” و”خلق الحياة العامة”، وهو الشعار الذي اختار له الحزب نبرة تتجاوز التجميل البلاغي نحو التحريض السياسي الإيجابي على التجديد والانخراط.

في كلمته، شدّد على أن “الرهان اليوم لم يعد فقط على ضبط الهياكل أو عقد الاجتماعات الموسمية، بل على قدرة الحزب في أن يكون حاضراً في حياة الناس، متفاعلاً مع يومياتهم، شريكاً في أحلامهم ومواجعهم”.

وتوقف الطرمونية عند مفارقة لافتة: كيف لحزب وطني عريق أن يستمر في أداء أدواره التاريخية، إن لم يطور أدوات الإنصات، ويخلق جسور الثقة مع جيل جديد من المواطنين؟ هنا بالضبط، تحوّلت الجلسة من مجرد دورة تنظيمية إلى محطة فكرية، استحضرت ضرورة مراجعة نماذج العمل الحزبي بما يواكب تحوّلات المجتمع.

ولأن السياسة لا تنفصل عن المجال، فقد دعا في مداخلته إلى جعل التنظيم الحزبي بالإقليم رافعة للتنمية المحلية، من خلال الترافع على القضايا الملحة، وتأهيل العنصر البشري داخل الفروع، واستثمار الذكاء الجماعي للمناضلين في إنتاج حلول ملموسة تنبع من الميدان لا من النخب المركزية فقط.

وقد تفاعل الحضور مع عمق هذه المداخلة التي فتحت أفقاً جديداً للنقاش، حيث بدا واضحاً أن عثمان الطرمونية لم يأتِ لإلقاء كلمة، بل ليشعل شرارة التفكير الجماعي في مستقبل الحزب والمشهد المحلي على السواء.

إنها دورة حزبية… ولكنها، بفضل مدخلات قوية ومدروسة، تحوّلت إلى درس في كيفية استعادة وهج العمل السياسي، وإعادة ربط الحزب بعمقه المجتمعي الحقيقي.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.