A place where you need to follow for what happening in world cup

في مراكش… “جسور” تُعيد رسم ملامح العلاقة الروحية والثقافية بين المغرب والسعودية

0 70

بين أحضان المدينة الحمراء مراكش ، حيث تنبض الأزقة بتاريخ يهمس في مسامع الزائرين، افتتحت، صباح يوم السبت، النسخة الثانية من معرض “جسور”، الذي يحمل في طياته عبق التاريخ وجلال الدين، ويرسم عبر معروضاته الفريدة خريطة تلاقٍ حضاري وروحي بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية.

المعرض، الذي يحتضنه فضاء روحاني حتى العشرين من مايو الجاري، هو ثمرة شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ونظيرتها السعودية، ويهدف إلى تعميق جذور التواصل الديني والفكري بين البلدين، في إطار رؤية تسعى إلى إشاعة قيم الوسطية والاعتدال، واستحضار ذاكرة مشتركة ضاربة في التاريخ الإسلامي.

وتحولت أروقة المعرض إلى لوحات نابضة بالحياة، حيث تجوّل وفد رسمي رفيع ضم وزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق، ونظيره السعودي الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، وسفير المملكة السعودية لدى المغرب، سامي بن عبد الله الصالح، إلى جانب والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، في أركان تستعرض نفائس من المخطوطات، ومجسمات تحاكي الرحلة الروحية للحج، وأعمالاً فنية تنطق بجمال الخط العربي وأناقة التراث الإسلامي.

من ركن “من صفحات الزمن” الذي يعرض مطبوعات نادرة، إلى فضاء “العناية بالقرآن الكريم” حيث تتجلى جهود مجمع الملك فهد في خدمة المصحف الشريف، يجد الزائر نفسه أمام سردية متكاملة توثق لعلاقة تجاوزت الدبلوماسية إلى وجدان الشعبين. كما يحفل المعرض بأركان تفاعلية، مثل “العبور الافتراضي”، الذي يمنح الزائر تجربة رقمية فريدة تحاكي أجواء الحرمين، فضلاً عن فضاء “حديقة البراعم” المخصص للأطفال، و”مكتبة الزمن العتيق” التي تحتضن كنوزاً من التراث الإسلامي.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد الوزير السعودي أن هذا الحدث الثقافي والديني هو تجسيد حي للعناية التي توليها القيادتان في البلدين للإسلام والمسلمين، مشدداً على أن العلاقات المغربية السعودية تقوم على أسس متينة من المحبة، والدين، والتاريخ المشترك. من جهته، أشار الوزير المغربي أحمد التوفيق إلى أن هذه المبادرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من الجهود التي تعزز التعاون الثنائي، وتدعو إلى الانفتاح على المستقبل دون التفريط في الأصالة.

ويظل معرض “جسور” أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية؛ إنه نافذة مطلة على عمق العلاقة الروحية والفكرية التي تربط المملكتين، ودعوة صريحة لبناء غدٍ مشترك يرتكز على إرثٍ زاخر، ويستشرف آفاقاً أكثر إشراقاً في ظل قيادتين تتقاسمان الرؤية والإيمان بقيم الإسلام السامية.

بقلم صفاء أيت لشكر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.