مراسلة: محمد بوهلال
في أمسية كروية مشحونة بالتوتر والحسابات، كتب الكوكب المراكشي فصلاً جديدًا من تاريخه، بتحقيقه الصعود إلى القسم الاحترافي الأول، إثر تعادله خارج ميدانه مع مولودية وجدة بهدف لمثله، في لقاء أقيم على أرضية المركب الشرفي بوجدة، ضمن منافسات الجولة ما قبل الأخيرة من القسم الوطني الثاني.
لم تكن المهمة سهلة أمام أبناء المدرب رضا حكم، الذين دخلوا اللقاء وعينهم على النقاط الثلاث لحسم الصعود مبكرًا، لكن السيناريو حمل الكثير من التشويق. بداية المباراة جاءت قوية من جانب الكوكب، الذي أهدر فرصة افتتاح التسجيل من نقطة الجزاء في الدقيقة 13، بعد أن أخفق حمزة فونتي في ترجمتها إلى هدف.
الضغط المتواصل أثمر عن هدف جميل في الدقيقة 40، حين ارتقى إبراهيم عماري فوق الجميع ليضع الكرة في الشباك برأسية متقنة، مهدياً التفوق لفريقه في شوط أول انتهى بتقدم مستحق لـ”فارس النخيل”.
الجولة الثانية حملت مفاجآت، بدأها أصحاب الأرض بمحاولة التعديل عبر ركلة جزاء في الدقيقة 48، غير أن الحارس محمد جمجامي كان في الموعد وتصدى ببراعة لتسديدة عماد خنوس، مانحًا دفعة معنوية لزملائه. لكن مولودية وجدة واصل الضغط، وتمكن من إدراك التعادل في الدقيقة 63 بقدم عماد سربوت، ليعيد المباراة إلى نقطة الصفر.
ورغم النقص العددي بعد طرد جواد خلوق في الدقيقة 83، قاوم لاعبو الكوكب بكل استماتة، مستفيدين من تعثر منافسيهم المباشرين، خاصة سقوط رجاء بني ملال، ليضمن الفريق المراكشي رسمياً عودته إلى قسم الكبار، بعد سنوات من الغياب والتقلبات.
من جهته، بات مولودية وجدة مهدداً بخوض مباريات السد، ليؤجل حسم مصيره إلى الجولة الأخيرة، في ظل صراع البقاء الذي يحتدم في أسفل الترتيب.
إنه إنجاز مستحق للكوكب، الذي أعاد البسمة لجماهيره العريضة، وفتح صفحة جديدة من التحديات في دوري الأضواء.
