بقلم مريم الحيمر
في خطوة نوعية تعكس التزامها الراسخ بتحديث أساليب عملها وتعزيز قدراتها لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، كشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن دوريتها الأمنية الذكية الجديدة التي تحمل اسم “أمان”. هذا الإعلان الهام جاء خلال الاحتفالات بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس الجهاز الأمني وانطلاق فعاليات الأبواب المفتوحة بمدينة الجديدة، ليجسد بذلك التطور المستمر الذي يشهده قطاع الأمن في المملكة.
تعتبر الدورية “أمان” نتاجاً خالصاً للكفاءات المغربية، حيث قام بتطويرها بالكامل مهندسون وتقنيون ينتمون إلى المديرية العامة للأمن الوطني. هذا الأمر يعكس الاستراتيجية التي تتبناها المؤسسة الأمنية للاعتماد على قدراتها الذاتية في مجال الابتكار التكنولوجي وتكييف أحدث التقنيات لتلبية الاحتياجات الخاصة بالعمل الميداني.
تتميز “أمان” بمنظومة مراقبة بصرية متكاملة وعالية الدقة، تشمل مجموعة من الكاميرات المتطورة تغطي جميع جوانب محيط السيارة بزاوية 360 درجة. هذه الكاميرات ليست مجرد أدوات للتصوير، بل هي جزء من نظام ذكي متكامل يعتمد على تطبيقات متطورة قادرة على القراءة الآلية للوحات ترقيم السيارات بمجرد مرورها أمام الدورية. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الدورية تقنية متقدمة للتعرف على الوجوه، مما يتيح لعناصر الأمن إمكانية التعرف على الأشخاص المطلوبين أو المشتبه فيهم بشكل سريع ودقيق.
كل هذه التقنيات المدمجة في الدورية “أمان” لا تعمل بشكل منفصل، بل يتم ربطها بشكل مباشر وآني مع قاعة القيادة والتنسيق المركزية التابعة للأمن الوطني، بالإضافة إلى الوحدات الشرطية الميدانية والمتنقلة الأخرى. هذا الربط الآلي يضمن تبادل المعلومات بشكل فوري وفعال بين مختلف الوحدات الأمنية، مما يعزز من سرعة الاستجابة وفعالية التدخل في مختلف الحالات. وتعتمد الدورية في عملها على نماذج متطورة للذكاء الاصطناعي، تم تطويرها خصيصاً لتلبية احتياجات العمل الأمني، مما يمكنها من تحليل البيانات المرئية بشكل ذكي وتقديم تنبيهات فورية للعناصر الأمنية عند رصد أي مخالفات أو أشخاص مشبوهين.
من المتوقع أن تحدث الدورية الأمنية الذكية “أمان” نقلة نوعية في العمليات الأمنية الميدانية بالمغرب. فهي لن تقتصر على مهام تنظيم حركة السير والجولان، بل ستمتد لتشمل التعامل الفعال مع مختلف مظاهر الجريمة والانحراف. وبفضل قدراتها التكنولوجية العالية، ستكون “أمان” أداة قيمة في تعزيز الأمن العام وضمان سلامة المواطنين. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة مع استعداد المملكة المغربية لاستضافة العديد من الأحداث الدولية الهامة في المستقبل القريب، مما يستدعي تعزيز القدرات الأمنية وتطويرها باستمرار لضمان سير هذه الأحداث في ظروف آمنة ومستقرة. إن تقديم الدورية “أمان” يعكس رؤية استشرافية للمديرية العامة للأمن الوطني، تؤكد على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة كركيزة أساسية لتطوير العمل الأمني وخدمة المواطنين.