عبد الغني جبران تمارة
يعود إحياء موسم طانطان إلى اهتمام الملوك العلويين العميق بترسيخ الموروث الثقافي الحساني، الذي يُعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية المغربية. هذا الاهتمام تجسد في إعادة إحياء الموسم بعد توقف دام لعدة سنوات، حيث أمر الملك محمد السادس سنة 2004 بإعادة تنظيمه، مما أتاح فرصة جديدة للاحتفاء بالثقافة الحسانية وتعزيزها.
تُشرف على تنظيم هذا الموسم مؤسسة “ألموكار”، التي تأسست بتوجيهات ملكية سامية عام 2014، بهدف الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي للأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية. تسعى المؤسسة إلى تثمين تجليات ومكونات الموروث الثقافي الحساني البيظاني، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تسلط الضوء على هذا التراث الغني والمتنوع.
تُعتبر دورة موسم طانطان لعام 2025، التي تُنظم تحت شعار “التراث الحي في قلب المستقبل”، فرصة للاحتفاء بثقافة الصحراء المغربية وتسليط الضوء على فنون العيش والتقاليد الأصيلة التي توارثها أبناء المنطقة منذ قرون. تتضمن فعاليات الموسم عروضًا للفروسية التقليدية (التبوريدة)، سهرات فنية، فضاءات للمنتجات المحلية، إضافة إلى خيم تحاكي نمط عيش القبائل الصحراوية، وورشات موجهة للأطفال والشباب لتعزيز ارتباط الأجيال الصاعدة بهويتهم الثقافية.
من خلال هذه المبادرات، يُظهر الملوك العلويون التزامهم العميق بالحفاظ على التراث الثقافي المغربي، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية والتنوع الثقافي، ويُرسخ مكانة موسم طانطان كحدث ثقافي عالمي يحتفي بالثقافة الحسانية.