A place where you need to follow for what happening in world cup

كاتب سويسري متميز : Le Sahara marocain : Terre de lumière et d’avenir”، أو: “الصحراء المغربية.. أرض النور والمستقبل”.

0 6

كتب / سعيد ودغيري حسني

في كتابٍ يفيض بالشغف والإيمان، يسافر بنا الكاتب الفرنسي السويسري Jean-Marie Heydt عبر صفحات عنوانها الضوء، ومتنها الأمل، وعطرها امتداد الرمال في أفق لا يعرف الانكسار. عنوانه وحده قصيدة: “Le Sahara marocain : Terre de lumière et d’avenir”، أو: “الصحراء المغربية.. أرض النور والمستقبل”.

منذ السطور الأولى، لا يكتفي المؤلف بسرد المعلومات. بل ينثر اللغة كأنها حبات عنب في صحن من ذهب. يمضي نحو الجنوب المغربي لا كرحالة عابر، بل كعاشقٍ جاء متأخراً،

 

ليعتذر للصحراء باسم من أساؤوا فهمها. يضع يده على نبضها، فيسمع الحكايات القديمة تتردّد في صمت الرمال. يحدّق في زرقة السماء، فيقرأ على صفحاتها شِعر الحُلم، ووعد الحياة.

يقول للقارئ الغربي: قِف قليلاً. أنصت. لا تجعل من الصحراء مجرد نقطة نزاع في دفتر الجغرافيا. فهي ليست أرضاً متنازعاً عليها. بل أرضٌ من نور. من ذاكرة. من بشرٍ يحبّون ويبتكرون ويصنعون من القليل معجزة. من رمالها تخرج القصائد. ومن قلوب أهلها تولد الأهازيج. من حضنها خرجت قبائل وحدت الشمال بالجنوب، والصحراء بالمحيط.

 

يمضي Jean-Marie Heydt كمن يفتح كتاباً مقدساً. يتأمل في زُرقة العيون، في دفء الداخلة، في خرير واحات السمارة. يكتب عن اللباس الصحراوي كما يكتب شاعر عن حبيبته. وعن الشعر الحساني كما يُكتَب عن الأنبياء. يرى في كل خيمة رواية. وفي كل زفاف سيرة من ألف ليلة. يتحدّث عن الجِمال لا كدابة صحراوية بل كرمز لصبر التاريخ. وعن الرجال والنساء كما لو كانوا أعمدة هذا الوطن الممتد في صمت النبل.

لكن سحر الماضي لا يسرقه من وهج الحاضر. فها هو يتحدّث عن الطرق التي تخترق الصحارى مثل شرايين في جسد حي. عن موانئ تُبنى. عن مطارات تُفتتح. عن استثمارات تزرع الأمل في رمالٍ طالما أُسيء إليها في الخطاب الإعلامي والسياسي. يرى في الصحراء المغربية ليس فقط ماضياً مشرقاً. بل مستقبلاً تُصاغ ملامحه في صمت، بإصرار، وبرؤية ملكية بعيدة النظر.

لا يغفل الكاتب الأبعاد السياسية. لكنه يعالجها بنبل المفكر لا بضجيج الخطيب. يدعو إلى السلام، إلى التفاهم، إلى احترام السيادة بروح إنسانية عميقة. يؤمن بأن الحل في الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب، ليس فقط حلاً سياسياً، بل وعدٌ بحياة كريمة لأبناء الصحراء داخل وطن يعترف بكل تنوعه. يدعو أوروبا إلى أن ترى الحقيقة بعين العقل لا بمرآة المصالح. أن تنصت لا لما يُقال، بل لما يحدث فعلاً على الأرض.

هذا الكتاب ليس تقريراً. إنه مرآة صادقة. نبع من المحبة. وإشراقة ضمير. كتبه Jean-Marie Heydt لا لينتصر لطرف على طرف، بل لينتصر للحقيقة. ليقول إن الصحراء المغربية ليست قصة مؤجلة. بل فجر بدأ يشع.

في كل صفحة من هذا العمل، نسمع خرير نخلة وهي تُصلّي في صمت. ونشم عطر الشاي الساخن على جمر الضيافة. ونلمح ظلال الفجر تتسلل بين خيام العيون، باحثة عن طفل يرسم مستقبله بعود خشبي على الرمل.

Le Sahara marocain : Terre de lumière et d’avenir”
هو رسالة حب. هو وثيقة نور. هو وعدٌ بأن الغد أجمل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.