متابعة:بوغليم محمد٨
في وقت تتطلع فيه الجماعات القروية إلى فرص تنموية تُسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، تبرز جماعة أولاد حمدان بإقليم الجديدة كنموذج لمناخ استثماري واعد، حيث بدأت ملامح مشروع فلاحي لتربية الدواجن ترى النور بدوار شرقاوة، بعد أن استوفى كل الشروط القانونية والتنظيمية المعمول بها.
المشروع، الذي تم إعداده بعناية في إطار احترام دفتر التحملات الخاص بأنشطة تربية الدواجن، حظي بموافقة مبدئية من طرف اللجنة التقنية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، وذلك بعد القيام بكافة المعاينات الميدانية، والتأكد من الاحترام التام للمسافة القانونية بين الإسطبل وأقرب تجمع سكني، وضمان شروط الصحة والسلامة البيئية.
وقد حصل صاحب المشروع على الرخص القانونية من الجهات المختصة، بما فيها السلطة المحلية، وقسم التعمير بالجماعة، واللجان الإقليمية المعنية، وهو ما يضع المشروع في خانة الاستثمارات الشرعية والتنموية، التي تراعي الإطار القانوني المغربي المنظم للأنشطة الفلاحية، ولا تشوبها أية خروقات أو تجاوزات.
يندرج هذا المشروع ضمن توجه الدولة لتشجيع المقاولات القروية الصغيرة والمتوسطة، كما يتماشى مع مضامين الجيل الأخضر 2020-2030، التي تحث على الاستثمار في القطاع الفلاحي المستدام، وإدماج الشباب في دورة الاقتصاد المحلي. ومن شأن هذه المبادرة أن تخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، وتُحفّز سلسلة إنتاج محلية متكاملة، تسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية بالجماعة.
والأهم من ذلك، أن المشروع يأتي في ظل رؤية واضحة من صاحب المبادرة، الذي عبّر عن التزامه التام بكل ما يقتضيه القانون، واستعداده الكامل للتعاون مع الجهات المراقبة، وتطبيق آليات التتبع والتقييم المستمرين. وهذا ما يُشكّل سابقة إيجابية في مجال استثمارات التربية الحيوانية على المستوى القروي.
جماعة أولاد حمدان، وهي تتفاعل مع هذا النموذج الناجح، مدعوة اليوم إلى تكريس الثقة في مشاريع تحترم القانون وتُراعي المصلحة العامة، بعيداً عن الضبابية والتردد، لأن رأس المال الجاد لا يبحث عن الامتيازات بقدر ما يطلب الوضوح والاستقرار.
إن الرهان الحقيقي لمناطقنا القروية ليس في الانتظار أو التردد، بل في تيسير المساطر، ومواكبة المبادرات القانونية، وخلق بيئة مشجعة للاستثمار القروي المسؤول. ومشروع دواجن دوار شرقاوة هو بداية الطريق نحو هذا الأفق التنموي المنشود