بقلم:محمدالحجوي
لا شك أن تفكيك شبكة الإجهاض الوحشي بالدار البيضاء يمثل انتصاراً للقانون في مواجهة براثن الجريمة المنظمة، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن جروح عميقة في النسيج الاجتماعي. فوراء كل عملية إجهاض بهذه الوحشية تقف قصة إنسانية مأساوية: قاصرات تعرضن للاستغلال، خوف من العار الاجتماعي، غياب التوعية، وفشل في توفير بدائل آمنة. الاعتقالات والتحقيقات، وإن كانت خطوة ضرورية لتحقيق العدالة، تبقى حلولاً جزئية ما لم تُتبع بإجراءات وقائية جذرية.
فهل ستكون هذه القضية الصادمة جرس إنذار لإعادة النظر في سياسات الحماية الاجتماعية للنساء والقاصرات؟ وهل ستُفعّل برامج توعوية حقيقية للحد من الحمل غير المرغوب فيه، بدلاً من ترك الضحايا فريسة للشبكات الإجرامية؟ الأهم من ذلك، كيف يمكن كسر حاجز الصمت حول هذه القضايا في المجتمع، وتحويل النقاش من التركيز على “الجريمة” فقط إلى معالجة “أسباب الجريمة”؟
في النهاية، فإن مواجهة مثل هذه الظواهر تتطلب أكثر من حملات أمنية؛ فهي معركة تحتاج إلى تضافر التعليم، الصحة، العدالة، والمجتمع المدني. فقط عندما تُفتح الأبواب أمام الحلول الإنسانية والشرعية، سنضمن ألا تتحول اليأس والخوف إلى سلعة تتاجر بها عصابات لا تعرف الرحمة.
