عبد الغني جبران تمارة
أصدرت المحكمة الإدارية بالرباط، اليوم الخميس (22 ماي 2025)، حكمًا قطعيا في الملف الاستعجالي عدد 2025/7101/1340، قضت فيه علنيا، ابتدائيا، وحضوريا بعدم الاختصاص للبت في الطلب المقدم من طرف رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، مصطفى أوراش، والذي كان يهدف إلى الطعن في قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة القاضي بتعيين لجنة مؤقتة، برئاسة السيد الشرايبي، لتدبير شؤون الجامعة.
الحكم يشكل صفعة قانونية جديدة لرئيس الجامعة، الذي اختار منذ شهور نهج الاصطدام مع السلطات الحكومية، عوض الانخراط في مسار التصحيح والإصلاح، رغم حالة الشلل التام التي تعيشها كرة السلة الوطنية منذ سنوات، بسبب سوء التسيير والانفرادية في اتخاذ القرار، وهو ما أفضى إلى أزمة مؤسساتية خانقة عطلت مصالح الأندية واللاعبين والأطر التقنية.
قرار المحكمة بعدم الاختصاص، وإن كان يستند على معطيات قانونية مرتبطة بالطبيعة التنظيمية للقرار الوزاري، إلا أنه يكشف في العمق عن هروب رئيس الجامعة نحو القضاء الاستعجالي كآلية للعرقلة، لا كوسيلة لحماية الشرعية، علما أن واقع الجامعة صار عنوانا لفشل ذريع في التدبير، بشهادة مختلف المتدخلين في القطاع، من أندية وجمعيات رياضية، ومهتمين بالشأن الرياضي، بل وحتى تقارير إعلامية ووثائق رسمية.
وكانت الوزارة قد لجأت إلى تعيين لجنة مؤقتة لتسيير الجامعة، بعد استنفاد كل وسائل الحوار والمؤازرة، وفشل المكتب الجامعي الحالي في تنظيم جمع عام قانوني يحترم الضوابط، وتكرار الخروقات في التسيير الإداري والمالي. وهو ما جعل تدخلها ضروريا لإنقاذ ما تبقى من صورة كرة السلة الوطنية، وضمان استمرارية النشاط الرياضي وفق الحكامة والمشروعية.
في المقابل، بدل أن ينخرط رئيس الجامعة في هذا المسار، ويمتثل لمنطق المؤسسات، اختار اللجوء إلى القضاء في محاولة واضحة لفرملة أي خطوة إصلاحية، ولو كان الثمن هو استمرار العبث داخل واحدة من أعرق الرياضات الجماعية بالمغرب.
إن الحكم الصادر اليوم، لا يُعتبر فقط انتصارا للوزارة في معركتها من أجل تقويم الاعوجاج، بل هو أيضا تعبير ضمني عن نهاية مرحلة من العناد المؤسساتي والشخصنة المفرطة التي وسمت تسيير الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تحت رئاسة أوراش.
لقد آن الأوان لفسح المجال أمام وجوه جديدة، تقطع مع منطق الزعامة الفردية، وتعيد الاعتبار لثقافة الحوار، والتدبير التشاركي، والشفافية، خدمة لمصلحة كرة السلة المغربية التي تستحق ما هو أفضل من هذا الواقع المتأزم.