بواسطة:مراد،م وعدة بوغليم محمد.
في مشهد سياسي يزداد ارتباكاً، ويطغى عليه منطق التهافت الإلكتروني والتلوّن المصلحي، تطلّ علينا بعض الوجوه السياسية التي لم تعد تعرف من أي بوابة تدخل: أهي معارضة تُنصت للشارع؟ أم أغلبية تُصفّق للرئيس وتدافع عنه بين عشية وضحاها؟
خلافاً لهذا التيه الميداني، اختار رفيق بناصر، النائب الأول لرئيس جماعة الجديدة، أن يكون تصريحه على الأرض لا عبر البلاغات، وأن يشتغل بالصوت والصورة لا بالتصريحات الجوفاء. الرجل لم ينتظر منصة إعلامية، بل نزل بثقله التقني والسياسي لتنزيل تعليمات عامل إقليم الجديدة، امحمد العطفاوي، بحزم ووضوح.
العطفاوي، المعروف بصرامته الميدانية، أعطى أوامره الصريحة لمديرة شركة أرما بعدم قبول أي شكايات من المواطنين بعد وصول الأسطول الجديد، في إشارة واضحة إلى أن مرحلة التبريرات قد انتهت، وأن ساعة الحساب قد دقّت.
رفيق بناصر لم يكتف بالتنويه، بل صرّح أن تعليمات عامل الإقليم بمثابة “خارطة طريق” ستعمل المصلحة التقنية للجماعة على تنفيذها بالحرف وبصرامة، وأن أي تهاون من طرف الشركة سيقابل بتفعيل أقصى العقوبات المنصوص عليها في دفتر التحملات، دون تهاون أو مجاملة.
هكذا، بين لهجة “التهديد” القادمة من عمالة الإقليم، ونبرة “التوعد” القادمة من دهاليز الجماعة، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تكون مختلفة في لغة التدبير والمحاسبة، بعدما شبع الشارع من مسرحيات التموقع السياسي.
فهل تصمد أرما أمام هذا الزخم؟ وهل ينجح بناصر في تنزيل رؤية عامل الإقليم، في وقت لازالت فيه بعض “النوطات” السياسية خارج الإيقاع؟