متابعة:الحجوي محمد
في إطار التزامها بتجسيد المبادئ الدستورية والقيم الوطنية الرامية إلى ضمان تكافؤ الفرص وتعزيز الثقة في المدرسة العمومية، تبرز مبادرة جماعة قلعة السراغنة كأنموذج عملي يُترجم السياسات العمومية إلى إجراءات ملموسة. فمن خلال تهيئة الظروف المثلى للمترشحين للامتحانات، عبر تحسين البيئة المدرسية (نظافة، مكافحة الآفات، تجهيز المرافق)، تُجسد الجماعة رؤيةً تشاركيةً تضع الإنسان في صلب أولويات التنمية الترابية.
تتخذ هذه المبادرة بعدًا مؤسساتيًا من خلال تعبئة موارد متعددة، حيث تتعاون مكاتب الجماعة (الأشغال الصغرى، المناطق الخضراء، حفظ الصحة) مع شركة التدبير المفوض “أوزون”، في إطار حوكمة تشاركية تُعزز كفاءة الخدمات. كما يُظهر التعاون مع السلطات الإقليمية والأمنية والصحية نهجًا شموليًا يربط بين الأبعاد التربوية والاجتماعية والأمنية، مما يُكرس ثقافة التكامل في تدبير الاستحقاقات الوطنية.
إن دور الجماعة في هذه المبادرة لا يقتصر على الجانب اللوجستي، بل يمتد لتعزيز موقعها كفاعل أساسي في دعم السياسات التربوية، انسجامًا مع التوجيهات الملكية التي تُبرز التعليم كرافعة للرأسمال البشري. كما تُعد هذه الجهود رسالةً قويةً تُجسد إيمان الجماعة بأن استثمارها في نجاح التلاميذ هو استثمار في مستقبل الوطن.
ومن أجل ضمان استدامة الأثر، تُطرح تساؤلات حول ضرورة تعميم مثل هذه المبادرات على مدار السنة، وليس فقط خلال الفترات الامتحانية، مع أهمية تقييم تأثيرها على نسب النجاح ورضا المستفيدين. فمبادرة قلعة السراغنة، رغم محليتها، تقدم نموذجًا يُلهم سياسات أفقية، مؤكدةً أن إصلاح التعليم يحتاج إلى تكامل الجهود بين الجماعات المحلية والقطاعين العام والخاص، في إطار رؤيةٍ تُحوِّل الشعارات الوطنية إلى إنجازات ترابية ملموسة.