بقلم احلام اخليفي
في قلب مدينة وجدة، حيث تنبض الأرض بعراقتها ويهمس الزمن بأسراره، ينتصب مطعم القصبة كواحة من الأصالة وسط صخب الحاضر. هنا، حيث تختلط رائحة التوابل المغربية بعبق التاريخ، يجد الزائر نفسه وقد انسابت به اللحظات إلى زمن مضى، زمن البساطة والدفء، بعيدًا عن ضجيج التكنولوجيا ولهاث الحياة المعاصرة. 
مطعم القصبة ليس مجرد مكان لتناول الطعام، بل هو رحلة في دروب التراث المغربي الأصيل. أطباقه تنطق بحكايات الأجداد، تُحضَّر بعناية كما كانت تُعدُّ في بيوت الأمهات، وتُقدَّم لك في أجواء تُحاكي دفء الخيام الصحراوية التي تأسر القلوب بجمال بنائها وسحر تفاصيلها. هنا، لا تتذوق الطعام فحسب، بل تعيش تجربة تحاكي روح الحياة البدوية، حيث المرح والبساطة يجتمعان في تناغم بديع. 
ولأن مطعم القصبة يستلهم روحه من قلب وجدة، فهو يحافظ على لمسات الصناعة التقليدية الوجدية التي تحكي قصص الحرفيين المهرة، حيث تتجلى تفاصيل الزخارف والنقوش كأنها قصائد منسوجة على جدران المكان. فتشعر وكأنك جالس في حضرة الزمن الجميل، ذاك الزمن الذي يعيد إليك عبق الماضي ويملأ قلبك بصفاء اللحظة. 
في مطعم القصبة، ستجد نفسك تردد مع عمرو بن العاص قوله:
“قد علمت وحملتني أقداري، أن الزمان يُعيد وجه دياري”،
وتشعر أن هذا المكان هو جسر بين ماضٍ نقي وحاضر ينبض بالأمل. 
