✍ بقلم: المندوبة الصحفية نجاة جهة فاس / مكناس
في قلب العاصمة الإسماعيلية، حيث يلتقي عبق التاريخ بوهج الحاضر، احتضنت مكناس فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في دورته الرابعة. وهو حدث اقتصادي بارز يشكّل نافذة مفتوحة على عالم الإبداع الحرفي والصناعات التقليدية. 
إبداع يتجدد، وتراث يتألق
الحدث، الذي اجتمع فيه رواد الصناعة التقليدية، لم يكن مجرد سوق لعرض المنتجات، بل فضاءً ديناميكياً يعكس قوة الاقتصاد الاجتماعي كرافعة تنموية تساهم في تعزيز النسيج الاقتصادي المحلي. من الزرابي الفاخرة إلى الفخار المنقوش بدقة، ومن الحلي الفضية إلى الخشب المعشق، قدم الحرفيون لوحات فنية تعكس مهارة أنامل مغربية صاغت من التراث لغةً تحاكي العصر.
تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات. 
لم يكن المعرض مجرد واجهة لعرض المنتجات، بل منصة للتواصل بين الفاعلين الاقتصاديين، حيث شاركت شركات محلية ودولية، إضافة إلى تعاونيات ناشئة، مما أتاح فرصًا ذهبية لتبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيا، واستكشاف آفاق استثمارية جديدة من شأنها دعم نمو القطاع.
نحو تنمية مستدامة وتنافسية اقتصادية. 
انعقاد المعرض في مكناس، المدينة التي ظلت على مر العصور منبعًا للحرف التقليدية، يعكس توجهًا واضحًا نحو جعل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة. كما أنه يجسد التزام الفاعلين بتعزيز مكانة هذا القطاع ليكون منافسًا على الصعيدين الوطني والدولي. 
ختامًا، لم يكن المعرض مجرد حدث اقتصادي، بل رسالة تؤكد أن الحرف التقليدية ليست مجرد إرث من الماضي، بل هي قطاع استراتيجي يحمل في طياته مستقبلًا واعدًا، وفرصًا استثمارية تعزز من حضور المغرب في الأسواق العالمية.
