بقلم: ✍️ مندوبة جريدة النهضة الدولية TV، جهة فاس/مكناس
Nassiri najat
ليلة دامية تهز مكناس
اهتزت مدينة مكناس على وقع حادث مأساوي راح ضحيته الشاب أمين حدوش، نجل عميد الشرطة، إثر اعتداء وحشي أثناء مروره بالقرب من شجار عنيف في حي حمرية، قرب ثانوية المولى إسماعيل. في لحظة غير متوقعة، تحول مسار أمين إلى مشهد مأساوي بعدما تعرض لهجوم بالحجارة أودى بحياته، في واقعة أثارت استنكارًا واسعًا وحزنًا عميقًا في الأوساط المحلية.
أمين حدوش: طموح قُطع في مهده
كان أمين حدوش شابًا يحمل بين ضلوعه أحلامًا كبيرة وطموحات واسعة. نشأ في أسرة محترمة، واعتنق قيمًا أخلاقية راسخة، وترك بصمة إيجابية في كل من عرفه. كان يحظى بتقدير أساتذته وأصدقائه، ولم يكن مجرد شاب عادي، بل كان نموذجًا للمثابرة والطموح. كان يستعد لخوض تجربة احترافية في كرة القدم بإسبانيا، لكن حلمه لم يكتمل بعدما وجد نفسه ضحية لعنف عشوائي، في وقت لم يكن فيه طرفًا في أي نزاع، بل مجرد عابر سبيل وقع في فخ تهور وانعدام المسؤولية لدى بعض الأفراد الذين اختاروا العنف أداة لحل الخلافات.
العنف العشوائي.. ناقوس خطر يهدد المجتمع
رحيل أمين بهذه الطريقة المؤلمة يعكس واقعًا خطيرًا يهدد الأمن المجتمعي. فكيف لشاب بريء أن يُقتل لمجرد تواجده في المكان الخطأ والوقت الخطأ؟ كيف أصبح العنف خيارًا سهلاً لتصفية الحسابات، دون أي اعتبار لحياة الآخرين؟ هذه الجريمة، مثل غيرها من الحوادث المماثلة، تفرض علينا وقفة تأمل عميقة في الأسباب التي تدفع بعض الشباب إلى التهور وارتكاب مثل هذه الأفعال الإجرامية التي تترك أسرًا مكلومة وقلوبًا مكسورة.
دعوة للعدالة ونبذ العنف. 
رحيل أمين ليس مجرد مأساة عائلية، بل هو صرخة تستوجب تحركًا جادًا لمواجهة تنامي العنف في المجتمع. المسؤولية تقع على عاتق الجميع، بدءًا من الأسرة، مرورًا بالمدرسة، وصولًا إلى المؤسسات الأمنية والقضائية التي تبذل جهودًا جبارة في استتباب الأمن، لكنها بحاجة إلى دعم مجتمعي وإجراءات وقائية تحد من انتشار هذه الظواهر الخطيرة.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة، يبقى السؤال الأهم: متى سنوقف دوامة العنف التي تحصد أرواح الأبريا
الشكر والتقدير
في هذا السياق المؤلم، نود أن نقدم شكرنا العميق للسيد عبد اللطيف الحموشي، مدير الأمن الوطني، ولكل رجال الأمن الساهرين على سلامة البلاد، الذين يبذلون جهودًا كبيرة للحفاظ على الأمن والطمأنينة في المجتمع. نثمن جهودهم في التصدي للظواهر السلبية، ونسأل الله أن يسهموا في تعزيز الأمن والسلامة لجميع المواطنين.
إن لله وإن إليه راجعون
