A place where you need to follow for what happening in world cup

رجوع العرب إلى ما قبل الجاهلية الأولى؟!!

0 29

رجوع العرب إلى ما قبل الجاهلية الأولى؟!!

بواسطة جميلة غاطس

منذ الامس وأنا في حالة حزن لما وصلنا إليه نحن العرب من جاهلية، وكأن الإسلام لم يكن له أثر في قلوبنا!
العالم به أكثر من 200 دولةولا تسمع عن قتل طائفي أو عرقي في أي دولة إلا في الدول العربية، فترى الذبح والقتل بين عربي وعربي ومسلم ومسلم في اليمن وفي السودان وفي سوريا وفي ليبيا وفي الصومال وقبل سنوات في العراق، والمؤسف أن يتم القتل باسم الدين!!!
في وقت لا يوجد أمة عليها تآمر من الدول الكبرى إلا أمة العرب، فبينما عدوهم وعدو الإسلام يبيد إخوانهم في غزة بأكثر من 50 ألف تجدهم هم منشغلون بقتل بعضهم البعض والآخر يطبع ويوالي ويتعاون مع العدو للتخلص من الثلة الباقية من العرب التي وجهت سلاحها وعدائها فقط ضد العدو الحقيقي الذي يستهدف الامة ومقدساتها!
عندما تأتي إلى الفطرة الإنسانية السوية ستجدها تردعك عن قتل أي نفس بريئة ولو كانت كافرة أو مشركة ولو كانت صهيونية غير محاربة لك
وإذا أتيت إلى مرؤة الجاهلية ستجدها تمنعك عن قتل الطفل وكبير السن والمرأة
وإذا أتيت إلى أخلاق العرب وشجاعتهم وشهامتهم ستجد أنها تمنعك أن تمثل بالجثث الميتة أو تقتل الضعيف والاعزل والبريء،

أما لو أتيت إلى توجيه الإسلام وتشريعه وأحكامه فتجده يصور لك قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعاً، وأن أعظم معصية تدخلك النار هي قتل النفس، وأن جريمة قتل أي نفس توجب قتلك وحرمانك من العيش في الدنيا،
ومع كل تلك الاحكام المغلظة والزاجرة ومع كل المبادئ والفطرة والمرؤة والدين تجد أناس ينتسبون للإسلام يتفاخرون ويصورون ويكبرون الله أكبر عند قتلهم الابرياء العزل، وحتى لو كان الآخر ليس مدنيا فالشرع حرم قتله إلا بعد محاكمة شرعية عادلة، وأن من وقع في الأسر ولو كان مسلحاً لا يجوز قتله والتمثيل به عند القتل أو بعد القتل.
كل الذي ذكرته جرم ومصيبة يهتز لها الوجدان والضمير والقلب،
والمصيبة ليس في وجود فئة ضالة منحرفة عن الفطرة والمرؤة والدين والاخلاق، ولكن المصيبة الاعظم أنك تجد أقلام وقامات وقنوات وشخوص يباركون ذلك القتل وتلك الجرائم ويشجعون عليها ويدافعون عنها منتصرين للمذهب أو العرق أو الطائفة، أو منتقمين من خصم لهم في السياسة، وكأنهم لا يعلمون بأن من أيد جريمة قتل وباركها فكأنه شارك فيها،
أنا في حيرة وصدمة كيف كل هؤلاء استطاعوا التجرد من الفطرة والرحمة والإنسانية والمرؤة والدين؟!
وكيف لم أجد هذا الامر يحدث إلا بين العرب الذين قال الله عنهم”كنتم خير أمة أخرجت للناس”
اليوم أنت في الطريق إذا دهست طير أو قط يتقطع قلبك ألماً وتخشى أن الله يعاقبك على إهمالك في قتل روح خلقها الله دون أن يكون لك حاجة أو إباحة في قتلها.
الذي يدهشني أن كيف لهؤلاء لم يمروا على حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام- أنه قال: إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل، والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما شأن المقتول؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه”
الخلاصة المريرة أن إخواننا في غزة وفلسطين يقتلون ويبادون ويعذبون ولم تتحرك نحوهم تلك الغيرة وذلك الحماس وبقت أمة العرب متفرجة وبعضها متآمر،
بينما تجدهم شجعان لا يهابون الموت ولا يخافون جهنم إذا كان الآخر هو أخيهم في الوطن أو الدين أو العروبة.
لا يوجد لدي تفسير ولا تبرير إلا إننا فقدنا حتى قيم الجاهلية، وأن ما يحدث لنا من تكالب الامم نستحقه عقاباً لنا على جورنا وظلمنا وصمتنا وبعدنا عن الدين، ولا أملك في الختام إلا أن أعزي نفسي والامة في مصابها الجلل وأسأل الله أن يمن عليها بدخول الإسلام من جديد حتى تستطيع أن تتخلص من العصبية التي وصفها رسولنا الكريم بإنها منتنة.
والسلام على من بقي على الإسلام.
#منقول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.