هيئة التحرير
في خضم الأزمات المتصاعدة بين المغرب والجزائر، أضيفت مياه وادي كير إلى قائمة الملفات الخلافية التي تثير التوتر بين البلدين الجارين. الاتهامات الجزائرية تتحدث عن تأثير سد قدوسة المغربي على تدفق المياه نحو الجنوب الغربي الجزائري، فيما يختار المغرب تجاهل هذه المزاعم، ملتزماً الصمت الرسمي.
اتهامات جزائرية وصمت مغربي
بحسب تقارير إعلامية جزائرية، فإن سد قدوسة، الذي يقع على مجرى وادي كير في عمق الأطلس المغربي، يتسبب في تجفيف المناطق الحدودية، ما أثار استياء الجزائر التي نقلت الملف إلى محافل دولية. ورغم ذلك، يظل الموقف المغربي ثابتاً، حيث تتجاهل المملكة هذه الاتهامات، معتبرة إياها جزءاً من سلسلة ادعاءات تهدف إلى خلق أزمات مصطنعة.
حرب الخطاب وتوظيف الجغرافيا
يرى عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن هذه الادعاءات ليست سوى أداة في يد النظام الجزائري لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية. ويوضح أن توجيه الاتهام للمغرب أصبح استراتيجية معتمدة في الخطاب الرسمي الجزائري، لخلق عدو خارجي يبرر سياسات القمع تحت شعار “السيادة الوطنية”.
أما الأكاديمي المغربي محمد العمراني بوخبزة، فيؤكد أن اختيار المغرب للصمت ليس موقفاً ضعفاً، بل استراتيجية دبلوماسية ثابتة ترفض الانجرار وراء التصعيد الإعلامي. ويضيف أن المملكة تركز على مشاريعها التنموية عوض الانشغال بخطابات سياسية لا تخدم استقرار المنطقة.
المياه.. مورد حيوي أم ورقة ضغط؟
وادي كير، الذي ينبع من جبال الأطلس المغربي ويعبر الحدود نحو الجزائر، لطالما كان مورداً مائياً مشتركاً. إلا أن تسييس ملفه يعكس توتراً عميقاً بين البلدين، حيث أصبحت المياه جزءاً من معادلة السياسة أكثر من كونها مجرد مورد طبيعي.
في ظل هذا السياق، يبقى التساؤل مطروحاً: هل سيظل وادي كير مجرد نهر يعبر الحدود، أم أنه سيتحول إلى نقطة صراع جديدة في مسار العلاقات المتأرجحة بين المغرب والجزائر؟
