بقلم: أحلام أخليفي
في مشهد يعكس العبث السياسي الذي تمارسه جبهة البوليساريو، أقدمت هذه الأخيرة، جنوب الجزائر، على إزالة ما سمّته “سفارتها” لدى إسبانيا، وذلك كرد فعل على رفض مدريد منح زعيمها المدعو “بن بطوش” تأشيرة للعلاج على أراضيها. خطوة تثير السخرية أكثر مما تثير الاهتمام، إذ كيف يمكن لجبهة غير معترف بها دوليًا أن تنشئ سفارة ثم تلغيها بقرار انفعالي؟
من الواضح أن القيادة الانفصالية وجدت نفسها في مأزق سياسي جديد، بعدما أغلقت إسبانيا أبوابها في وجه “بن بطوش”، مؤكدة بذلك موقفها السيادي وعدم انجرارها وراء المناورات التي تهدف إلى إضفاء شرعية وهمية على كيان بلا مقومات. وبدل البحث عن حلول واقعية، اختارت البوليساريو الرد بطريقة مسرحية، بإزالة “سفارة” لم تكن موجودة إلا على الورق، وكأن الدبلوماسية يمكن أن تُمارس بأسلوب إنشاء كشك وإزالته خلال دقائق!
هذا التصرف يطرح أسئلة حول مدى جدية الجبهة في التعامل مع المتغيرات الدولية، خاصة بعد التحولات الجيوسياسية التي باتت تضعف موقفها أكثر فأكثر. فإسبانيا، التي سبق أن اعترفت بمغربية الصحراء، لم تعد مستعدة للعب دور الداعم غير المباشر لكيان فقد بوصلته.
في النهاية، يبقى المشهد برمته دليلاً على أن بعض الأطراف تعيش خارج سياق التحولات الحقيقية، متشبثة بأوهام يمكن إزالتها بنفس السرعة التي تُنصب بها، فيما يبقى الواقع أقوى من كل الادعاءات.