متابعة؛مراد مزراني وبوغليم محمد
حين خُصِّصت ميزانية تفوق 9 ملايين درهم لإنتاج المسلسل الأمازيغي “إليس ن ووشن”، ساد تفاؤلٌ واسع بكونه سيكون محطة فارقة في مسار الدراما الأمازيغية، ودليلاً على توجه جديد نحو أعمال ذات جودة عالية. غير أن الواقع جاء مغايرًا للتوقعات، إذ لم يحقق العمل النجاح المأمول، لا على مستوى نسب المشاهدة، ولا من حيث التفاعل الجماهيري. 
رغم ضخامة الميزانية، اصطدم المشاهدون بعمل يفتقد إلى حبكة درامية مشوقة، وسيناريو لم يستطع شد انتباه الجمهور، فضلًا عن أداء تمثيلي لم يرقَ إلى مستوى التطلعات. وهو ما جعل بعض النقاد يعتبرونه خطوة إلى الوراء بدل أن يكون قفزة نحو الاحترافية.
هذا الإخفاق يثير تساؤلات جوهرية حول معايير تمويل الإنتاجات التلفزيونية، ومدى خضوعها لرقابة تضمن توظيف الميزانيات بالشكل الصحيح. لا سيما وأن الدراما الأمازيغية سبق أن قدّمت أعمالًا ناجحة بإمكانات أقل، لكنها عوّضت ذلك بحرفية في الكتابة وأداء متقن.
فهل ستعيد الجهات المنتجة النظر في استراتيجياتها، وتضع معايير أكثر صرامة لضمان إنتاج أعمال تليق بالمشاهد، أم أن “إليس ن ووشن” سيبقى مجرد رقم آخر في سلسلة إنتاجات مكلفة لا تحقق الإضافة المطلوبة؟
