A place where you need to follow for what happening in world cup

التشرميل مصدر قلق وازعاج بالشارع المغربي

0 83

بقلم عبد الغني جبران تمارة

أصبحت ظاهرة #التشرميل# في المغرب تشكّل مصدر قلق حقيقي للمواطنين، ولم تعد تقتصر على مظاهر العنف اليومي داخل الأحياء الشعبية، بل تطورت لتصل إلى حد الاعتداء المباشر على عناصر القوة العمومية، من #رجال الأمن الوطني و#الدرك الملكي، وتخريب ممتلكات الدولة من مركبات وتجهيزات، كما وثّقت ذلك عدة مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان أبرزها ما وقع بمنطقة تسلطانت نواحي مراكش ومدن واحياء مغربية أخرى.

فهذه الاعتداءات لم تعد سلوكا معزولا بل تحولت إلى ما يشبه #بطولة زائفة” يتباهى بها الجانحون على منصات التواصل الإجتماعي معتبرين تحدي رجال الأمن والوقوف في وجههم نوعا من الشجاعة أو الرجولية ، في تغييب تام لقيم احترام مؤسسات الدولة .
إن خطورة هذه الظاهرة لا تقتصر على مستوى العنف أو الترويع، بل تكمن في المساس المباشر بهيبة الدولة، مما يطرح تساؤلات حارقة داخل المجتمع المغربي أبرزها عن عدم اللجوء إلى استعمال السلاح الناري في مواجهة مثل هذه الحالات؟ وإذا كان السلاح الناري يشكل خطرا قد يفقد الجانح حياته، أليس من الأجدر أن يتم تفعيل الأسلحة البديلة التي اقتنتها الدولة في الآونة الأخيرة مثل جهاز #BOLAWRAP#أو المسدس الكهربائي #TASER#؟ فهاذان الوسيلتان تمثلان حلولا فعالة وآمنة في الوقت نفسه، إذ يستخدم #BOLAWRAP لإطلاق حبل يلتف آليا حول جسم الجانح، فيقيده ويحد من عنفه دون أي إصابة جسدية، فيما يقوم #TASER#بشل حركة المشتبه فيه مؤقتا بواسطة نبضات كهربائية لا تؤدي إلى الوفاة، مما يتيح لعناصر الأمن التوقيف دون اللجوء إلى السلاح الناري أو المجازفة بحياتهم.

ففي ظل تصاعد الاعتداءات باستعمال الأسلحة البيضاء، لاسيما السيوف والسكاكين الكبيرة، أصبح من غير المقبول أن يزج برجال الأمن والدرك في مواجهات مباشرة دون وسائل فعالة لحمايتهم فكما تستثمر الدولة في أجهزة الرادار لمراقبة السرعة وضبط المخالفات، فمن الأولى أن تستثمر في أجهزة تحمي أرواح رجال الأمن والمواطنين على حد سواء، حتى وإن لم تكن هذه الوسائل مربحة ماليا، فهي استثمار في أمن المواطنين مع الوطن واستقراره.

ومن هنا، يمكن توجيه نداء عاجلا للسلطات المعنية بضرورة تعميم هذه الأسلحة البديلة في جميع المراكز الأمنية والدركية وتكوين العناصر في استعمالها وفق ضوابط قانونية صارمة، لتكون وسيلة ناجعة لتحييد خطر الجانحين وحماية أرواح المواطنين وعناصر القوة العمومية، في إطار احترام تام للكرامة الإنسانية فلا يعقل أن يظل رجل الأمن هدفا سهلا في وجه من لا يترددون في حمل السيوف والتباهي بها على #اللايفات”، بينما يتقيد الأمني وخاصة الدركي بضوابط لا توفر له الحماية الكافية كجهاز الدرك الملكي الذي يحد ولا يسمح لافراده باستعمال السلاح الوظيفي إلا في الحالات الجد القصوى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.