A place where you need to follow for what happening in world cup

رصاصة الرحمة

0 41

بقلم  : الحاج رشيد الزحاف

جريدة النهضة الدولية

نعم، يمكن أن تتساوى “هيبة الدولة” – الدرس البليغ الذي تعلمناه من  واقعة شهيرة في مدينة تمارة،  ملأت الدنيا وشغلت هذه القارة الزرقاء. يمكن أن تتساوى تلك الهيبة و”هيبة الوطن”؛  هيبة يخدشها تصرف أرعن، ونكتفي بأن نتحسر عند قراءة خبر موت أستاذة، نكتب دعوة افتراضية، ثم نمضي غير عابئين ببقية الحكاية، غير مدركين بأن ما حدث ويحدث وسيحدث . موت رمزي بالطبع!         

حين يتم الاعتداء على شرطي، أو أستاذ أو  غيرهما من أبناء هذا الوطن، والوطن – هنا – مجموعة أفراد، تختلف مهنهم ووظائفهم، وفي النهاية، كلهم يخدمون هذا الوطن، بشكل أو بآخر، حتى من يكنسون شوارع المدينة فجرا.. يفترض أن ندافع عن هيبة الوطن، حين تتوالى حوادث   الاعتداءات على أبناء هذا الوطن كالأستاذ ورجل الأمن وغيرهما من  المواطنين الأبرياء من  طرف الأوغاد، يحق لنا أن ننتفض دفاعا عن هذا الوطن، وأن نفكر بصوت عال، جميعاً: “ماذا يحدث في هذه الآونة الأخيرة ؟!”. لا أريد أن أعلق على بيان الشارة السوداء، وقراءة الفاتحة على  روح الأستاذة هاجر خارج أوقات العمل، ولا أريد أن أربط ذلك بقانون الإضراب أو الاقتطاعات.. لا أريد الخوض في.  مثل هذه التفاصيل، وفي التفاصيل يمكن الشيطان!       

فقط أحاول أن أستوعب ما يحدث، وأن أربط بين حوادث الاعتداءات الإجرامية على الأساتذة، رجال الشرطة، رجال الدرك الملكي.. لندع مذكرة البستنة، والأعمال (المسوخ) الدرامية التي تتغنى بالعنف و “البلطجة”، التي يكتبها فقراء الموهبة. ولن نتساءل عمن يحارب المدرسة العمومية، فهذا  إنشاء مضحك ولا طائل منه… الآن، هنا.

لقد وصلنا إلى طريق مسدود! حين يمعن الغوغاء في انتهاك هيبة هذا الوطن، سنتذكر – وبكثير من الحسرة – مشاعر الرهبة التي كان تنتاب أبناء جيلنا الذهبي عند رؤية الأستاذ في الشارع أو سيارة الشرطة، فنسارع إلى الاختباء!  ولن نغالي إن تفاخرنا بأننا سنكون آخر الرجال المحترمين. لهذا نرفع أصواتنا جميعاً..  دفاعا عن أصدقائنا، إخوتنا وجيراننا من رجال الأمن والتعليم،  نطالب الجهات المختصة بأن تتعامل بكثير من الحزم مع من يحاولون قتل هذا الوطن،  أو من يتخيلونه حظيرة، ويسرقون حقنا المشترك في العيش الآمن، من يحملون السيوف، السواطير، وشفرات الحلاقة، من يزرعون الرعب في ليالي هذا الوطن.   

في هذه الجريدة، فتحنا أكثر من باب للنقاش، حاولنا أن نستطلع آراء القراء والمتابعين، وأغلبهم كان يكتب عن ضرورة استخدام السلاح الوظيفي من أجل تحييد الخطر، لا سيما وأن أغلب هؤلاء الجانحين، يكونون تحت تأثير  “القرقوبي”، وهناك من اقترح رصاصة في الرأس،  أو تسديدها في الركبة، حتى يبقى معاقا إلى الأبد، وهناك من كتب عن “قرطاس الحلوف”، بسبب إعجابهم بمهارات هواة القنص في التسديد. رصاصة واحدة تفي بالغرض على الرغم من اندفاع الخنزير البري وخطورته البالغة…

لقد آن الأوان لكي نطلق تلك الرصاصة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.