A place where you need to follow for what happening in world cup

الجديدة على موعد مع محاكمات اللجان… حين تُحاك القضايا فوق طاولة الشراكة والبيئة والملك العمومي

0 20

الجديدة على موعد مع محاكمات اللجان… حين تُحاك القضايا فوق طاولة الشراكة والبيئة والملك العمومي

بوغليم محمد – الجديدة

في زحمة الأسئلة الكبرى التي تُثقل كاهل مدينة الجديدة، تستفيق قاعات الاجتماعات من سباتها لتحتضن ما يشبه محاكمات مدنية ناعمة، تقودها لجان جماعية تسعى إلى فكّ شيفرة ملفات ظلت معلقة بين تعقيدات الإدارة وأصوات الساكنة.

في الأسبوع الثالث من أبريل، تعود الحياة إلى لجنة “البيئات الخضراء”، هذه اللجنة التي طالما وُصفت بكونها لجنة الظل، لتتحول فجأة إلى واجهة حيوية في معركة الدفاع عن ما تبقى من ذاكرة المدينة الطبيعية. على جدول أعمالها، مشروع شراكة مع جمعية محلية لإعادة الاعتبار لمساحات خضراء شاخت بين الإسمنت والإهمال. هل سيكون هذا المشروع بداية للصفح الجديد؟ أم أنه فقط غصن زيتون فوق طاولة بلا جذور؟

اللجنة ذاتها ستخوض غمار نقاش مالي بارد حول الفائض الحقيقي لسنة 2024. فائض قد يكون قارب نجاة لمشاريع تنتظر ميزانية الإنعاش، أو مجرد رقم يُرصّع تقارير رسمية بلا أثر ميداني.

لكن ما يرفع منسوب التوتر داخل كواليس هذا الاجتماع، نقطتان تتعلقان بتفويت عقارات جماعية لفائدة خواص. عقارات تقع تحت مجهر المتابعين، وتضع المسؤولين أمام أسئلة الملك العام: هل هو رصيد للتنمية أم غنيمة تُوزّع خلف الأبواب المغلقة؟

من جهة أخرى، تتهيأ لجنة المرافق العمومية، بمعية لجنة المالية، لجلسة أكثر حرارة يوم الأربعاء 16 أبريل. في جدول الأعمال، ملف السوق الأسبوعي، هذا الجسد المنهك الذي لا يزال ينبض وسط فوضى التنظيم وتنازع المصالح. فهل يكون هذا الاجتماع لحظة ميلاد نظام جديد يعيد الهيبة لهذا الفضاء الشعبي؟ أم مجرد دورة من دورات الإنصات الموسمي؟

وفي ركنٍ آخر من طاولة النقاش، تعود “أماكنو” إلى الواجهة. الشركة التي ارتبط اسمها بتنظيم الملك الجماعي تواجه تساؤلات محرجة حول التسيير والتعاقد، في ظل تصدعات قانونية وتقنية بدأت تطفو إلى السطح.

وبين حديث العقار والملكية، تُطرح مسألة تفويت قطعة أرضية لفائدة الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA)، وهي خطوة تبدو في ظاهرها بناءة، لكن خلفها شهيّة عمرانية تثير نقاشات حادة حول التوازن بين التنمية والحفاظ على الهوية المجالية.

الجديدة اليوم لا تناقش فقط مشاريع، بل تُجسّد على طاولة اللجان صراع مفاهيم: الشراكة أو التبعية؟ التسيير بالعقل الجماعي أو الولاءات؟ البيئة كقضية حضارية أم كزينة موسمية؟ وكل هذه الأسئلة ستُطرح، ليس فقط داخل القاعات، بل في الشارع، في المقهى، وفي ذاكرة مواطن ينتظر شيئاً أكثر من مجرد محاضر موقعة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.