A place where you need to follow for what happening in world cup

الأسير المحرر وديع: حرمت الشمس والتعذيب النفسي أشد من الجسدي بـ”سدي تيمان” (تقرير)

0 15

بواسطة     المندوب الصحفي الحاج محمد بندامية   بفرنسا

لم ينس وديع محمد عبد البدي (32 عاما) الأسير الفلسطيني المحرر ولاعب كرة قدم، فصول التعذيب القاسية التي تعرض لها على مدار 6 أشهر في معتقل “سدي تيمان” الإسرائيلي سيئ الصيت في النقب

 

لم ينس وديع محمد عبد البدي (32 عاما) الأسير الفلسطيني المحرر ولاعب كرة قدم، فصول التعذيب القاسية التي تعرض لها على مدار 6 أشهر في معتقل “سدي تيمان” الإسرائيلي سيئ الصيت في النقب، خلال حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، بدعم أمريكي.

وفي يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف الخميس، يستذكر عبد البدي من سكان بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع تفاصيل مريرة من حياته خلف القضبان، مؤكداً أن الأسرى الفلسطينيين في سجون تل أبيب يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي، في ظل ظروف اعتقال لا إنسانية.

ومنذ 1974، يحيي الفلسطينيون في 17 أبريل من كل عام، “يوم الأسير الفلسطيني”، من خلال سلسلة من الفعاليات.

**من العذاب إلى الخيمة

على مقربة من خيمة مهترئة تؤوي 16 فرداً من أسرته وعائلة والده، في بلدة بيت لاهيا التي دمرتها الغارات الإسرائيلية، يجلس وديع يلاعب طفلته “مارية” (7 أعوام) على أرجوحة بدائية صنعها من الحبال، محاولاً استعادة لحظة دفء عائلي فقده طيلة شهور الاعتقال.

وقال عبد البدي، في حديثه للأناضول عقب الإفراج عنه الإثنين الماضي، إنه عاش في سجون إسرائيل ظروفا لا يمكن وصفها.

وأضاف: “لم أر الشمس طوال فترة اعتقالي، كانوا يعذبوننا نفسياً أكثر من جسدياً، وضعونا في أقفاص حديدية أشبه بأقفاص الطيور، وكانوا يطلبون منا خفض رؤوسنا طوال الوقت، كانت حياة مأساوية، أتمنى ألا يعيشها أحد”.

وأشار إلى أنه كان يطلب مكالمة واحدة للاطمئنان على عائلته، تمنحه القوة لمواصلة الصمود، لكنه حُرم منها.

وأضاف: “كانوا يقولون لي إن عائلتي استشهدت، بل وعرضوا علي صور جثث وقالوا إنها لهم، لحظة خروجي من المعتقل ورؤية أهلي أحياء كانت لحظة فاصلة في حياتي”.

**من الملاعب إلى الألم

قبل الحرب، كان وديع لاعب كرة قدم في نادي بيت لاهيا المحلي، لكنه اليوم يعاني من إصابات في الحوض ومختلف أنحاء جسده نتيجة الضرب المبرح، ويقول: “لم أعد قادرا على اللعب”، مشيرا إلى أن الرياضة كانت كل شيء له وسلبت منه.

ويشير إلى أنه فقد جزءا كبيرا من وزنه، حتى أن أبناءه وزوجته لم يعرفوه في اللحظات الأولى بعد خروجه من المعتقل، بفعل التغيرات الجسدية والنفسية التي طرأت عليه، كما تغيرت ملامحهم هم أيضاً، بفعل ما مروا به من فزع ونزوح.

**حاجز الاعتقال

يروي عبد البدي قصة اعتقاله قائلا: “خرجنا من بيت لاهيا جنوباً بحثاً عن الأمان، بعد أن حولت إسرائيل بلدتي إلى ركام، عندما وصلنا إلى أحد الحواجز، قالوا إنهم سيأخذوننا لعشر دقائق فقط”

وأضاف: “لم أكن منتمياً لأي تنظيم، كنت مجرد رياضي ومزارع، لكنهم قيدونا وأغلقوا أعيننا واقتادونا إلى سجن سدي تيمان”.

في رسالته للعالم، قال عبد البدي: “من يدخل معتقل سدي تيمان يُعتبر مفقوداً، ومن يخرج منه يُولد من جديد، أطالب العالم والعرب بالتحرك العاجل لإنقاذ الأسرى هناك، لأن من يخرج منهم لا يخرج بعقله، بل فاقداً لكل شيء”.

يقيم عبد البادي اليوم في خيمة بلا أدنى مقومات الحياة، بعد أن دمرت إسرائيل منزله بالكامل.

ويتمنى الفلسطيني أن تنتهي الحرب، ويخرج جميع الأسرى من سجون إسرائيل، ليعودوا إلى أحضان أسرهم وحياتهم الطبيعية التي سرقت منهم.

وبمناسبة يوم الأسير، قالت حركة “حماس” إن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي، ويُحرمون من حقوقهم الأساسية.

وأضافت الحركة، في بيان الأربعاء: “يحل يوم الأسير في وقت يصعّد فيه الاحتلال عدوانه وحرب الإبادة الجماعية على شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة”.

وأشارت إلى أن “نحو 14 ألف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ونحو ألفي معتقل من قطاع غزة، يحتجزهم الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية”.

من جانبه، قال “مكتب إعلام الأسرى” التابع لحماس، إن “63 أسيراً فلسطينياً استشهدوا في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 300 شهيد”، في ما وصفه بـ”العام الأكثر دموية”.

وحتى مطلع أبريل/ نيسان 2025 تجاوز عدد الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية 9900 أسير، من بينهم 3498 معتقلاً إدارياً يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

ويحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.