متابعة:مراد مزراني
على بعد خطوات من الطريق الوطنية التي تشق تراب جماعة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، تنتصب لافتة أنيقة بلونها الأزرق الملكي، تحمل بشائر الأمل لسكان المنطقة وزوارها. إنها دعوة مفتوحة من “واحة البلدي”، مشروع سياحي قروي يُعيد تعريف الاستراحة على قارعة الطريق، ويمنح للفضاء القروي بعداً اقتصادياً وتنموياً جديداً.
ليست “الواحة” مجرد مقهى أو مطعم، بل رؤية متكاملة اختارت أن تنسج من عبق الأرض وعراقة الإنسان المحلي، فضاءً يحتضن المنتوجات الفلاحية والصناعات التقليدية، ويمنح للمرأة القروية منصة للعرض وللتعريف بإبداعها، كما يفسح المجال للعروض الفنية والأنشطة الموسمية التي تعيد الحياة للذاكرة الجماعية.
وسط هذا الحلم المحقق، يبرز دور رئيس جماعة سيدي إسماعيل، الذي لم يكتفِ بتدبير اليومي العابر، بل آمن بأن الاستثمار في البنية التحتية السياحية هو استثمار في كرامة المواطن أولاً، وفي مستقبل الجماعة ثانياً. فبحنكة إدارية ونَفَسٍ تشاوري، استطاع تحويل هذا المشروع من فكرة على ورق إلى واقع ينبض بالحياة، مُستثمراً علاقاته المؤسساتية ودينامية المجلس في تعبئة الموارد وتجاوز العقبات. 
إن “واحة البلدية” ليست فقط مشروعا تنمويا، بل درسٌ في أن المجالس الجماعية حين تتحرّك بنَفَسِ القرب وجرأة القرار، فإنها قادرة على صناعة الفرق في حياة المواطن البسيط. ومع تنامي السياحة الداخلية وعودة المغاربة إلى اكتشاف خريطة وطنهم بتفاصيلها القروية، فإن هذا المشروع يفتح آفاقاً واسعة لتحفيز الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص الشغل، وخلق دينامية ثقافية واقتصادية واعدة.
هنيئاً لسيدي إسماعيل بهذا الإنجاز، وهنيئاً لرئيس جماعتها بروح المبادرة، فهكذا تُبنى الجماعات… وهكذا تُروى قصة النجاح من الأرض إلى السماء.
