“عتيقة”.. مسرحية تلامس نبض المجتمع وتعيد الاعتبار للعادات والتقاليد
ـ مراسل ومصور النهضة الدولية عبد الصمد باعمر.
في عرض مسرحي استثنائي، قدمت فرقة مسرحية عملها الجديد بعنوان “عتيقة”، من تأليف وإخراج وسينوغرافيا الفنان عزيز المصواب، في تجربة مسرحية سينمائية متكاملة تجمع بين الأداء الحي والصورة السينمائية، وتطرح موضوعا اجتماعيا بامتياز لم يسبق لفرقة أن تناولته بهذه الجرأة والعمق.
تتناول المسرحية حكاية عتيقة، التي تظهر في بداية الأحداث كفتاة مفقودة، قبل أن تكشف تطورات النص أن الغائب الحقيقي هو روح العادات والتقاليد، التي تراجعت في ظل متغيرات العصر. من خلال حبكة درامية متماسكة وشخصيات نابضة بالحياة، ترافق الجمهور رحلة أب يسعى، بمساعدة شخصيات قادمة من زمن آخر، إلى استعادة لمة العائلة المفقودة، وقيم التواصل والدفء الأسري التي كادت أن تندثر.
تحمل المسرحية رسالة إنسانية عميقة مفادها أن استعادة اللحظات الجميلة التي عاشها المجتمع في الماضي ليست أمرا مستحيلا، بل خيارا ممكنا، إذا ما تغلب الإنسان على معوقات العصر، وفي مقدمتها الإفراط في استعمال التكنولوجيا.
وقد قدم العمل حلا رمزيا لهذه الأزمة من خلال فكرة قلب المائدة وجمع أفراد الأسرة حولها، في إشارة إلى أهمية استرجاع العادات الجميلة التي كانت تجمع القلوب قبل الأجهزة.
تميز العرض بأداء قوي لنخبة من الممثلين الذين أبدعوا في تجسيد الأدوار، كما أضفى المزج بين المشاهد المسرحية والفيلم السينمائي بعدا بصريا خاصا، منح النص أفقا فنيا رحبا وجعل التجربة أكثر حيوية وتأثيرا.
“عتيقة” ليست مجرد مسرحية، بل هي نداء فني صادق لإعادة إحياء القيم الإنسانية والاجتماعية التي تشكل جوهر المجتمع، ورسالة أمل بأن اللحظات الجميلة ليست حكرا على الماضي، بل يمكن بعثها في الحاضر إذا صفت النوايا وتضافرت الجهود.
طاقم العمل:
تأليف وإخراج وسينوغرافيا: عزيز المصواب
تشخيص: سليمان أمسد، خديجة مسعد، زكرياء بصور، رجاء تلفيوي، ماجدة كاسيس
ماكياج وملابس: خديجة مسعد
إخراج الفيلم المرافق: زكرياء بصور
