هيئة التحرير
على وقع مطاردة مثيرة خُتمت بانقلاب مركبة وفرار يائس، أسدل الستار، صباح السبت 10 ماي 2025، على صفحة إجرامية مظلمة كان بطلها الملقب بـ”ع. ب”، المطلوب الأبرز في قضايا اعتداءات وسرقات نوعية هزّت ستة أقاليم مغربية، من سطات إلى الدار البيضاء.
العقل المدبر، عادل – ك، ظل يتنقل بين أقاليم الرحامنة، برشيد، مراكش، شيشاوة وغيرها، تاركًا خلفه بصمات عنف منظم وسرقات مخطط لها بعناية. لكن خطأه الأخير في دوار اسكورة الحدرة – جماعة أولاد اتميم، حين قاد عملية سرقة همّت 21 رأسًا من الماشية، كان كافيًا لإيقاظ خلية اليقظة في المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير.
بسرعة وحنكة، أطلقت عناصر الدرك عملية تعقب محكمة فور توصلها بإشعار الاعتداء الذي تخلله تقييد الراعي ورميه بمنحدر وعر. وما هي إلا ساعات حتى تم رصد “ع.ب” يقود سيارة “تويوتا بيكوب” بلوحات مزورة، بسرعة جنونية نحو ابن جرير.
المطاردة لم تدم طويلًا. عند مدخل حي الشعيبات، فقد “عنابة” السيطرة واصطدم بعمود كهربائي، لتنقلب السيارة في مشهد درامي، حاول بعده الفرار على الأقدام، لكن فطنة العناصر الدركية أجهضت المحاولة سريعًا.
عمليات التفتيش كشفت عن معدات تثير القلق: أسلحة بيضاء، لثامات، قفازات، آلة لتثبيت الصفائح، حجارة معبأة في أكياس، وعدة لوحات ترقيم مزورة. المؤشرات كلها تشير إلى عصابة مهيكلة تعتمد التمويه والتنكر، وتتحرك ليلًا ضمن تكتيكات معقدة.
وُضع الموقوف تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة بمراكش، فيما تتواصل التحقيقات لتفكيك ما تبقى من خيوط الشبكة، التي دوّخت السكان وأربكت مصالح الأمن طيلة أشهر.
لكن، كما في كل مرة، تأتي لحظة الحسم. والشارع المغربي ينام الليلة مطمئنًا، بفضل من لا ينامون، ويجيدون إسقاط الجريمة من فوق عرشها، ولو في وضح النهار.
