A place where you need to follow for what happening in world cup

حين يتحول الإنسان إلى ذئب… صراع البقاء في زمن العبث

0 13

بقلم:خليل لغنيمي

في زمن لم تعد فيه الإنسانية درعاً، ولا القيم سيفاً، أصبح الإنسان، بكل أسف، خصماً وعدواً لأخيه الإنسان. لا شيء يضمن البقاء اليوم سوى الحذر والحيطة، أو التقدّم بالمكر والقوة لفرض السيطرة، ولو على حساب أقرب الناس إليه. واقع تسوده علاقات يسكنها القلق، ويطبعها الشك، في الاقتصاد كما في السياسة، في الأسرة كما في الشارع.

لم يعد العنف اليوم استثناء، بل أصبح سلوكاً مبرراً في نظر البعض، ما دام “الآخر” يُرى كتهديد، أو كخصم محتمل. هناك من يتلذذ بالهيمنة، وهناك من يختار الانسحاب خوفاً من الأذى. ومع هذا الاختلال، تتعاظم مظاهر التوحّش في العلاقات: العائلات تتنافر، الأزواج يتحاربون، الجماعات تتآمر، والمجتمعات تتفكك.

ويحدد بعض المفكرين ثلاث علل رئيسية لهذا الصراع الإنساني:

أولها التنافس، الذي يدفع البعض لمهاجمة غيره طمعاً في السيطرة.

وثانيها الخوف والحيطة، كسلوك وقائي ضد اعتداء محتمل.

وثالثها الكبرياء، حيث تتحول الكلمة أو النظرة إلى شرارة عنف.

وما دامت السلطة الأخلاقية أو القانونية غائبة أو ضعيفة، فإن الإنسان يظل في حالة حرب مع الإنسان، في صراع لا يهدأ، تحركه الكراهية والطمع والشك.

حتى في السياسة، حيث يُفترض أن تلتقي الأوطان برُشدها، تاهت البوصلة. غابت وجوه المفكرين وأصحاب الضمائر، وحضرت وجوه “تجارية” لا ترى في العمل العام سوى سوق للربح والمزايدة. انتخابات تُباع وتُشترى، وخطابات تتغذى على العبث والتفاهة، وتسخر من عقول الناس.

أزمة أخلاق، أزمة ثقة، أزمة هوية…

وطننا لا يحتاج إلى المزيد من الوجوه، بل إلى ضمائر حية تعيد المعنى إلى السياسة، والرحمة إلى العلاقات، والصدق إلى المواقف.

فلنقف جميعاً وقفة تأمل…

لنتحرر من عبودية المال والمظهر…

فالوطن لا يُباع… ولا يُشترى…

والوطن اليوم ينادينا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.