عبد الغني جبران تمارة
تعيش مدينة تمارة منذ أسابيع على وقع أزمة بيئية خانقة، بفعل تراكم غير مسبوق للنفايات في الشوارع والأزقة، وتراجع كبير في وتيرة الكنس وجمع الأزبال.
هذا الوضع انعكس سلبًا على الحياة اليومية للسكان، وسط انتشار الروائح الكريهة وارتفاع منسوب التذمر العام، ما جعل المدينة، في نظر كثيرين، تغرق في حالة من الفوضى البيئية غير المسبوقة.
وتشير متابعات ميدانية إلى أن السبب الرئيسي للأزمة يعود إلى اختلالات في تدبير مرفق النظافة، المفوّض لشركة “أوزون”، التي تواجه حسب مصادر محلية مشاكل لوجستيكية حادة، أبرزها تدهور الحالة الميكانيكية لأسطول الشاحنات وتوقف خدمات الصيانة، مما أدى إلى تعثر واضح في عمليات جمع النفايات بعدد من الأحياء.
في المقابل، وفي اتصال هاتفي مع السيدة مريم بحار نائبة رئيس جماعة تمارة، المكلفة بتتبع تدبير قطاع النظافة بالجماعة، أوضحت أن شركة “أوزون” تم التعاقد معها من طرف المجلس السابق، وأن المجلس الجماعي الحالي يواصل بشكل يومي متابعة هذا الملف الحساس بتنسيق تام مع السلطات المحلية، مؤكدة أن هناك اجتماعات دورية وماراتونية تُعقد باستمرار من أجل إيجاد حلول فعالة ومستدامة لهذه الأزمة.
وأضافت مريم بحار أن الشركة تتعرض لـجزاءات يتم تفعيلها كلما أخلّت بالتزاماتها، وذلك وفقًا لما ينص عليه دفتر التحملات، مشددة على أن “المجلس الجماعي يحرص على احترام القانون والتزاماته التعاقدية، دون تفريط في حقوق الساكنة”، وأن “الهدف الرئيسي هو ضمان بيئة نظيفة وصحية تليق بالمواطنين، بعيدًا عن أي مزايدات أو تأويلات سياسية”.
هذا وتبقى مدينة تمارة، رغم كل المساعي، تعاني من آثار مباشرة لهذه الأزمة التي طالت أمدها، حيث ينتظر المواطنون حلولًا ملموسة تعيد الثقة في تدبير المرافق الأساسية، وتضع حدًا لمعاناة يومية متفاقمة، وسط دعوات متزايدة لإعادة النظر في النموذج الحالي لتدبير القطاع بما يضمن فعالية أكبر واستدامة للخدمة.
