A place where you need to follow for what happening in world cup

حين تقرأ خبر استشهاد تسعة أطفال وإرسال الطفل العاشر و والده للعناية المركزة دفعة واحدة

0 54

بواسطة جميلة غاطس

حين تقرأ خبر استشهاد تسعة أطفال وإرسال الطفل العاشر ووالده للعناية المركزة دفعة واحدة ؛ ثم يؤتى بالأطفال التسع للمستشفى لتراهم أمهم أشلاء وهي الطبيبة الأخصائية في طب الأطفال!
حين تقرأ خبرا كهذا عليك أن تتوقف أمامه طويلا؛ وتعيد قراءته عدة مرات ؛ وتحاول رسم المشهد في مخيلتك ! وتحاول بكل قواك العقلية والروحية والنفسية استيعاب حجم الصدمة وهول الكارثة !
ثم تضع نفسك ولو من باب الخيال لو كنت أنت الخبر !! لو كانت آلاء النجار هي أنتِ ! لو كان أطفالها هم أطفالك ؛ لو كنت أنت الوالد المصاب !!
هل تستوعب معي حجم هذا الألم ؛ إنه ليس من أفلام السينما؛ ولا هي قصص الخيال العلمي؛ ولا هي حكايات من الأساطير !!
هذه حقائق تراها بأم عينك ؛ ينقلها لك الإعلام بأجود الصورة ؛ وبأعلى دقة النقل والتوثيق .. وكأن الصور تخاطبك .. تتكلم وتحدثك .. ويحك يا هذا أما زلت صامتا ؟!
ويحك أما زلت عاجزا قاعدا خاملا!!
ويحك يا هذا ألا زال ضميرك صدئا؛ وعقلك متكلسا؛ ومشاعرك متبلدة ؟!
عجبا !! نطق الشجر والحجر من قهرنا ولا زلت تسيح وجهك عني!!
لأن قلبك لا يحتمل !!

تعال الآن لنستخلص الدروس من هذا المصاب الجلل !

الآن على المرأة المسلمة خارج غزة أن تستحي؛ والله لسانها عن المزايدات الفارغة فيما يسمى بالحقوق النسوية؛ على المرأة أن تخرس عن التشكي وكثرة التذمر وكثرة النكد من متاعب الحياة !! فالمرأة الغزاوية أتعبت من بعدها ؛ تخيل يا عزيزي ؛ هذه طبيبة أطفال؛ لم تجلس في بيتها وتضع يدا على خدها وتتفرج ؛ بل نذرت نفسها لدينها وأمتها ووطنها ؛ لتعمل في مستشفى لتشم رائحة الموت كل لحظة وحين ؛ وفي ظروف الحرب وتحت ضغط الصواريخ والطائرات ؛ وفي ظروف أشبه بالمعجزة تواصل الليل بالنهار لتخدم شعبها ؛ ليس هذا فقط ؛ وعشرة أطفال ينتظرونها كل مساء في البيت لتخدمهم أيضا؛ عشر أطفال حتى ولادتهم لم يكونوا نزهة !!
أعطيني امرأة في هذا الزمان قادرة على إنجاب عشرة أطفال ؛ ثم أعطيني أبا يتحمل تربية عشرة أطفال ؟! وفي سن متقاربة ؛ بمعنى في كل سنة طفل ؛ عشر سنوات عشر أطفال ! هذا وهي مطالبة بالعناية والاهتمام بزوجها والاهتمام بعملها قل لي بربك من يقدر على التوفيق بين كل هذه الالتزامات ؟! من يستطيع تحمل كل هذه الإكراهات ؟!
في عالمنا العربي تجد المرأة ملكة في بيتها ؛ تلد طفلا واحدا أو اثنين وتجدها لا تكف عن التأفف والتشكي والتذمر!!

يا حبيبي بقولك عشرة أطفال وتعمل طبيبة ؛ وأي تخصص ؟! تخصص طب الأطفال!! ولكم أن تتخيلوا حجم صعوبة العمل في الميدان الصحي في ظروف الحرب !! خاصة وهي طيلة النهار ترى أمام عينها أهوالا وكوارث ؛ ثم تعود للبيت مساءا تجد عشرة أطفال ينتظرونها؛ ينتظرون أكلهم لبسهم ! دراستهم ؛ حنانها اهتمامها لعبها عطفها. !!

المرأة المسلمة خارج غزة عليها أن تراجع نفسها؛ وتستحي من حالها ؛ لا أنكر أن هناك نماذج خارج غزة مثلها ؛ لكن لن يكونوا في مثل ظروفها ؛ هذا شيء من الخيال يا حبيبي ؛ ضرب من الجنون !!

على المرأة المسلمة أن تتعظ بأختها في غزة ؛ عليها أن تستفيد وتأخذ الدروس والعبر ؛ ليس كل نساء الأرض نساء غزة !
على المنظمات النسوية الحقوقية العالمية أن تنحني أمام نساء غزة احتراما وتقديرا وإجلالا…

ولا غــــــــــــالب إلا اللـــــــــــه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.