متابعة: بوغليم محمد
مع بزوغ شمس يوم جديد، لم يكن بارون المخدرات في منطقة الخلايف يعلم أن بضاعته ستحجز فجأة على يد رجال الدرك الملكي، في عملية لا تقل إثارة عن مشاهد أفلام الأكشن. القيادة الجهوية بسطات، بقيادة القائد الجهوي وقائد السرية ببرشيد وقائد المركز القضائي، قررت أن تجعل من الساعة السادسة صباحاً توقيتاً لمطاردة”أسطورة” لا مكان لها إلا في دفاتر المحاضر القضائية.
بناءً على معلومات دقيقة، انطلقت العملية بروح من التخطيط المحكمة، لتجد نفسها في مواجهة كمية لا يُستهان بها من الممنوعات:
250 لترًا من “ماء الحياة”، المشروب الذي أثبت أنه لا يمنح حياةً إلا لمصانع التقطير السرية.
130 كيلوغرامًا من الكيف، حيث يبدو أن البارون كان يستعد لتحدي الإنتاج الزراعي الوطني.
34 كيلوغرامًا من طابا، وكأنها “وجبة خفيفة” لتجار السوق السوداء.
4 غرامات من “البوفا”، وهي لمسة الكمال لهذا العرض غير القانوني.
أما المفاجأة الكبرى، فكانت ضبط سيارتين رباعيتي الدفع من نوع “تواريج” و”توسان”، يبدو أن البارون أراد خوض “رالي المخدرات” على أرضية الخلايف، لكنه لذى بالفرار في خط النهاية الذي رسمه له الدرك الملكي.
هذه العملية، التي يمكن وصفها بأنها ضربة تحت الحزام لتجار المخدرات، لم تكتفِ بالحجز والمداهمة. فالتحقيقات مستمرة، والمطاردات على قدم وساق لتوقيف باقي “الكومبارسات” في هذا الفيلم الواقعي.
بأسلوب ساخر ولكنه فعّال، تُظهر هذه الحملة أن بين السماء والأرض، هناك رجال لا ينامون، وأيادي لا تتهاون في ملاحقة المجرمين. فلتبقَ الخلايف شاهدة على أن العدالة دائماً في الموعد، وإن طال الانتظار.