بقلم “جميلة الفنون
قيل إن رجلاً دفن كلبه في مقابر الناس، فثارت ثائرة أهل البلدة وشكوه إلى القاضي. استدعاه القاضي وسأله:
– هل حقاً دفنت كلباً في مقابر الناس؟
أجاب الرجل بثبات:
– نعم يا سيدي، لقد أوصاني بذلك، فنفذت وصيته.
غضب القاضي وقال مستنكراً:
– كيف تجرؤ على تدنيس مقابر الناس بهذا الفعل المشين؟
رد الرجل بهدوء:
– لقد أوصاني الكلب أيضاً أن أعطيك 1000 دينار تقديراً لخدماتك الجليلة.
فإذا بالقاضي ينظر للرجل برحمة وقال:
– رحم الله الكلب الفقيد! تأملت في أمره، فوجدته من نسل كلب أهل الكهف الصالحين.
تعجب الناس من القاضي الذي قلب موقفه رأساً على عقب، فقال لهم:
– لا تعجبوا، فقد تغيرت المعطيات، ومن يدري؟ لعل الكلب كان أكثر صلاحاً من كثير من الناس!
هكذا هي بعض النفوس التي تتلون كالحرباء، تنطق بالحق حيناً، وبالباطل أحياناً أخرى، لا وفق المبادئ، بل بما تقتضيه المصالح، وكأن القيم أصبحت تجارة تُعرض في أسواق المزاد.