A place where you need to follow for what happening in world cup

كُن مُتَفَائِلاً وَابْعَث البِشْر فِيمَن حَوْلَك حياة متقلبة ولكن الله أرحمُ بك من نفسك

0 32

بقلم:صالح الريمي

تتجدد الحياة بين صفاء وحُزن، بين أيام من الضيق والفرج، فكما أن الشمس تشرق بعد الليل، فإن الألم يزول بمرور الوقت. كثيرًا ما نواجه مصاعب الحياة، وتزداد الأعباء على قلوبنا، ولكننا على يقين تام بأن الله عز وجل هو القادر على إزالة همومنا، وأنه في كل مرة نلتجئ إليه في الدعاء، يفرج كربنا ويبدل الأحزان.

ومن أعظم قدواتنا في الصبر على البلاء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي صبر على ألوان من العذاب وأظهر لنا كيف تكون التضحية من أجل الحق. ففي رحلة الحياة، يُطلب منا أن نثبت على إيماننا، صابرين على ما لا نعلمه من مستقبلٍ، وما نمر به من مصاعب.

قصة عن يقين العبد وثقة بالله

يذكر الإمام الجنيد البغدادي رحمه الله أنه في إحدى الليالي، رأى في المنام من يناديه قائلاً: “انهض يا عبدي، وانقذ عبدي!”، فاستفاق الجنيد وسارع بتلبية النداء، ركِب دابته وانطلق عبر أزقة بغداد حتى وقف أمام مسجد. دخل فوجد رجلاً يبكي ويناجي ربه أن يفرج كربه، فعرف الجنيد أنه الشخص المقصود، فقدم له مائة دينار كعون له. لكن الرجل لم يُظهر شكرًا، بل استمر في بكائه ودعائه، وقال له الجنيد: “إن لم تكن النقود كافية، فابحث عني في بغداد”.

رد الأعرابي قائلاً: “أمجنون أنت يا جنيد؟! هل تظن أنني سأترك الذي أيقظك من نومك ليُساعدني لأجل مال؟!”.
ففي هذا الرد البسيط والمفعم باليقين، يعلمنا الأعرابي أن الثقة بالله هي الأصل، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يشك في أن الله قادر على تفريج كربه في أي لحظة.

تعليمات للمؤمن في الحياة

علينا أن نتعلم من هذا الأعرابي كيف نعيش على يقين بالله، وكيف نثق في وعده الذي لا يتخلف. فالحياة مهما تبدلت وأعادتنا الظروف إلى الوراء، فإن الله دائمًا معنا، يفرج همومنا، ويوجهنا نحو الطريق الصحيح.

ترويقة إيمانية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا”. وهذه دعوة عظيمة لمن يريد أن يسير في الحياة واثقًا بربه، متيقنًا بوعده.

وفي الحديث أيضًا قال صلى الله عليه وسلم: “سلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يعطِ أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة.” فإن الحياة مع الله هي حياة مليئة بالأمل، لا يعرف اليأس طريقها، ويظل الإيمان هو المفتاح لحياة سعيدة، حتى وسط التحديات.

ومضة إيمانية:

قال الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: “جالسوا الموقنين، واستمعوا منهم علم اليقين، وواظبوا على الاقتداء بهم ليقوى يقينكم كما قوي يقينهم.”
فلنكن من الموقنين، ولنبث هذا اليقين فيمن حولنا، لنعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والثقة بالله في كل لحظة.

ختامًا، تذكر: أن الحياة بما فيها من تحديات، لا تكتمل إلا باليقين بالله، ولن تجد الراحة الحقيقية إلا إذا كنت متيقنًا بأن الله سيمنحك الفرج في الوقت المناسب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.