A place where you need to follow for what happening in world cup

سيف القانون فوق عروش الفوضى”

0 54

متابعة :بوغليم محمد وم.ز

  1. في قلب تراب جماعة السوالم الطريفية، حيث الأرض تحمل حكايا صامتة بين الأزقة والدروب، وقفت لجنة مختلطة بمثابة كتيبة من أزمنة عدل الماضي، تعيد صياغة معنى النظام والالتزام. لجنة تتألف من قائد قيادة السوالم الطريفية، وقائد الدرك الملكي، وأفراد القوات المساعدة، وأعوان السلطة المحلية، إلى جانب عناصر من العمالة والوكالة الحضرية للماء. اجتمعوا صفًا واحدًا، كأنهم كتيبة عادلة ترفع راية الحق، لمحاربة البناء العشوائي الذي بات ينهش ملامح الجماعة، كخنجر غادر يغرز في جسد التنظيم الحضري.       

لقد أرادت هذه اللجنة، في هذه الأيام المثقلة بصراعات التنمية، أن تكتب على صفحات هذه الأرض قوانين الحق والنظام، كما قال الجاحظ: “العدل أساس العمران، والظلم مؤذن بالخراب”. اجتهدت الأيادي وهي تهدم ما بني خارج القانون، لا لتدمر، بل لتعيد للتخطيط هيبته وللنظام بهاءه، فالأوطان لا تُبنى إلا حيث يزهر العدل، كما أن العمران لا يرتفع إلا حيث تقف القوانين كالسدود أمام طوفان الفوضى.

وهنا، بين ضربات المعاول وصدى الأوامر، تستدعي الذاكرة كلمات المنفلوطي حين قال: “ليس النظام قيدًا للحرية، بل هو روحها وقوامها”. فقد كانت هذه الخطوة إحياءً لروح العدل وصيانةً لمستقبل الأجيال القادمة، وتأكيدًا أن الأرض التي نسير عليها ليست ملكًا للصدفة، بل هي إرث مشترك، تقتضي صيانته حكمة القادة وشجاعة الأفعال.   

في سوالم الطريفية، لا تزال الرياح تحمل عبق هذا الحراك المهيب، حيث يُكتب التاريخ بخطى ثابتة، وترتفع راية النظام عاليًا، لتقول للعالم: إن بناء الغد يبدأ من هنا، من هدم كل ما شوهه البناء العشوائي، ومن غرس شجرة القانون التي تُظل الجميع.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.