محمد بوهلال مراسل جريدة النهضة الدولية
تعد تقنية الفار (التقنية المساعدة للحكم) من أبرز الابتكارات التي أثرت بشكل إيجابي في عالم كرة القدم، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا في العديد من الدوريات العالمية. في الدوريات الأوروبية الكبرى، يظهر تأثير الفار بوضوح في تحسين دقة القرارات التحكيمية، وهو ما يعزز من سرعة اتخاذ الحكم لقراراته بدون التأثير على سير المباراة. يكمن السر في استخدام الفار بشكل ذكي وفعال، مما يساعد الحكام على تجنب الأخطاء الواضحة ويمنح الفرق والجماهير الثقة في نزاهة المنافسة.
لكن، في الدوري الاحترافي المغربي، تبدو الصورة مختلفة. فبينما يشاهد المتابعون الرياضيون في مختلف أنحاء العالم كيف أن تقنية الفار تسهم في تحسين الجودة التحكيمية، يجدون أنفسهم في الدوري المغربي أمام مشهد مغاير تمامًا. رغم وجود الفار في المباريات، لا يزال الحكام في بعض الأحيان يقضون وقتًا طويلاً في مراجعة اللقطات، مما يثير استياء الجماهير. ففي بعض المباريات، قد يستغرق الحكم أكثر من سبع دقائق لاتخاذ قرار حول لقطة بسيطة، وهو ما يسبب تعطيلًا لوتيرة المباراة ويقلل من متعة المشاهدة. 
أكثر من ذلك، يشير العديد من المتابعين إلى أن أخطاء الحكام في المباريات الحاسمة أصبحت ظاهرة مقلقة. يتساءل العديد من المتابعين عن مدى فعالية الحكام المحليين في الاستفادة من الفار بالشكل الأمثل، ويطالبون في كثير من الأحيان بضرورة إعادة النظر في آلية التحكيم في الدوري المغربي. بعض الجماهير وحتى بعض الخبراء يذهبون إلى حد المطالبة بالاستعانة بحكام أجانب لضمان العدالة التحكيمية وحسم المباريات بشكل أكثر دقة وحيادية. 
ورغم أن الفار أصبح أداة لا غنى عنها في كل أنحاء العالم، فإن الحاجة إلى تحسين طريقة تطبيقه في الدوري المغربي باتت ملحة. الأمر يتطلب اهتمامًا أكبر من المسؤولين لتطوير مستوى التحكيم وتدريب الحكام على الاستفادة القصوى من هذه التقنية الحديثة، بحيث لا تتحول إلى مصدر إزعاج للمشجعين بل أداة تسهم في تعزيز العدالة والمنافسة الشريفة.
