تعيش دواوير جماعة الحوزية بإقليم الجديدة أزمة عطش حقيقية، حيث يواجه السكان معاناة يومية للحصول على الماء الصالح للشرب، رغم أن هذا الحق يعد من أبسط مقومات العيش الكريم. هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، بل امتدت لسنوات دون حلول جذرية، في وقت يتحدث فيه الجميع عن التنمية المستدامة والنهوض بالعالم القروي.
المجلس الجماعي في قفص الاتهام
رغم الوعود المتكررة من المنتخبين، ما زال الواقع كما هو، بل يزداد سوءًا. يعاني السكان من تهميش واضح، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للاعتماد على مصادر غير آمنة، مما يشكل تهديدًا مباشراً لصحتهم. ورغم مرور سنوات على انتخاب المجلس الجماعي الحالي، لم تُتخذ أي خطوات عملية لحل هذه الأزمة، ما يثير تساؤلات حول أولويات المسؤولين وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لإنهاء هذه المعاناة.
التنمية القروية.. بين الشعارات والواقع.
التوجيهات الملكية واضحة في ضرورة تحقيق العدالة المجالية، وتوفير البنيات التحتية الأساسية للعالم القروي، وعلى رأسها الماء. فلا يمكن الحديث عن التنمية في ظل غياب أبسط الحقوق. ومع ذلك، يبدو أن هذه التوصيات لم تجد طريقها إلى التنفيذ في الحوزية، حيث تغيب المشاريع المستدامة التي من شأنها تأمين الماء للسكان، مثل إنشاء محطات تحلية المياه أو حفر آبار جديدة.
دعوة عاجلة لأصحاب القرار.
إن أزمة المياه في الحوزية ليست مجرد مشكلة ظرفية، بل هي اختبار حقيقي لمدى التزام المسؤولين بمسؤولياتهم تجاه المواطنين. على المجلس الجماعي والسلطات المحلية التحرك العاجل لتوفير حلول مستدامة تضمن حق السكان في الماء، بدل الاكتفاء بالوعود التي لم تعد تقنع أحداً. فمتى سيتوقف تجاهل معاناة هؤلاء المواطنين؟ ومتى ستصبح العدالة المائية واقعًا ملموسًا بدل أن تبقى مجرد خطاب في التقارير الرسمية؟