الأدوار الثانوية كمرآة للموهبة – سميرة بيهان
حميد بنعمي
تبدو الأدوار الثانوية كتفاصيل خفية، لكنها تحمل في طياتها بذور الإبداع والتأثير العميق. ومن خلال هذه الأدوار، يتجلى جوهر الموهبة الحقيقية، حيث تكون الفرصة سانحة للممثلين لإبراز قدراتهم الفنية الكامنة. سميرة بيهان تجسد هذا المفهوم بامتياز، فقد أبدعت في دور عاملة التنظيف في مسلسل “فوق السلك” من إخراج نبيل بودرقة، رغم قصر مدة ظهورها على الشاشة. أداء بيهان جاء متقناً لدرجة أنه كشف عن احترافية عالية وقدرة فائقة على تقمص الشخصية وتحويل لحظات صغيرة إلى تجارب فنية قوية.
ترى بيهان أن “الشهرة لا تتعلق بحجم الدور، بل بمدى تأثير الممثل”، وهو ما يعكس رؤيتها الفلسفية تجاه الفن. فهي تدرك أن الممثل الذي يستطيع أن يضفي تأثيراً عميقاً في أدوار صغيرة قادر على جعل تلك اللحظات محفورة في ذاكرة الجمهور، محولة ما هو هامشي إلى ما هو جوهري.
الأدوار الثانوية، كما تؤكد بيهان، تمثل ركائز أساسية في تطور المشهد الفني، إذ تمنح الممثلين مساحة لاكتشاف جوانب جديدة من مواهبهم، وتساهم بشكل فعّال في إغناء التجربة الفنية ككل. ومن هنا، تصبح هذه الأدوار جزءاً لا يتجزأ من منظومة الإبداع المتنوعة التي تعزز من قيمة الفن، وتوسع آفاقه نحو مساحات غير متوقعة.