محمد الملقم: من صحراء كلميم إلى عالم السينما العالمية

النهضة الدولية تفي

     بقلم:احلام الصالحي

في أعماق الصحراء المغربية، حيث تلتقي الرمال الذهبية بصمت الطبيعة، وُلد محمد الملقم يوم 15 مارس 2000 في مدينة كلميم. نشأ وسط بيئة تزخر بالثقافة الحسانية التي شكلت جوهر شخصيته وألهمته رحلة إبداعية في عالم السينما. منذ صغره، لم يكن مجرد مشاهد للأفلام، بل محللاً ومبدعاً ناشئاً يلتقط التفاصيل ليحوّلها إلى رؤى سينمائية.

البداية: الحلم الذي أصبح واقعًا

عام 2020، أطلق محمد مشروعه الأول في مجال الإنتاج السينمائي بتأسيس شركته “مول برود”. لم تكن هذه الخطوة مجرد انطلاقة مهنية، بل تجسيداً لحلمه الكبير. سعى محمد إلى تقديم أعمال سينمائية تجمع بين التراث والحداثة، حاملة رسائل ثقافية تعكس هويات الشعوب وتروي قصصها الأصيلة.     .         

التعلم والشراكات: أساس الاحتراف

إيمانًا منه بأهمية التطور المستمر، التحق محمد بمعهد الجزيرة للإعلام، حيث اكتسب أدوات وتقنيات جديدة عززت من احترافيته. ومن ثم، أسس شراكة مثمرة مع المنتجة أحلام الصالحي تحت اسم “نجومي برود”. هذه الشركة قدمت أعمالاً مبتكرة تجمع بين العمق الفني والاحترافية العالية، ما جعلها علامة مميزة في صناعة السينما.

السينما بعيون الثقافة الحسانية

رغم انفتاحه على التقنيات والإنتاجات العالمية، ظل محمد مخلصًا لتراثه الصحراوي. استلهم من الثقافة الحسانية قصصًا وأفكارًا سينمائية تعكس أصالتها وجمالها. يرى محمد أن الهوية الثقافية ليست مجرد ماضٍ، بل كنز يمكن تقديمه بشكل إبداعي للعالم عبر الشاشة.

أعمال بارزة: “عين على القدس”

من أبرز أعماله فيلم “عين على القدس”، الذي شارك في إنتاجه مع المخرج رأفت أبو زيد. الفيلم ليس مجرد توثيق تاريخي، بل رؤية عميقة لمعالم مدينة القدس ورمزيتها. هذا العمل أظهر قدرة محمد على مزج الفن بالسرد التاريخي بطريقة تعكس رؤيته السينمائية الفريدة.

رسالة إبداعية للعالم

محمد الملقم يمثل نموذجاً لشاب طموح استطاع تحويل شغفه إلى وسيلة تأثير عالمي. من الصحراء إلى السينما العالمية، أثبت أن الإبداع الصادق المستلهم من الجذور يمكنه أن يعبر الحدود، ليصبح الفن رسالة توثق الهوية وتروي القصص الإنسانية العميقة.

 

Comments (0)
Add Comment