متابعة: م و بوغليم محمد
في واحدة من العمليات الأمنية الدقيقة التي تشبه مشاهد الأفلام البوليسية، نجحت عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي سيدي موسى بن علي، في إسقاط تاجر مخدرات مبحوث عنه وطنياً، متلبساً بحيازة كميات مهمة من المواد المخدرة.
انطلقت القصة عندما اشتبهت دورية أمنية في سيارة نقل بضائع كانت تحمل دراجة نارية بطريقة أثارت الريبة. وعند توقيف السائق للتأكد من الأوراق الثبوتية، تم الكشف عن مفاجأة مدوية: السائق مبحوث عنه وطنياً في قضايا تتعلق بتجارة المخدرات.
لم تتوقف المفاجآت هنا؛ فعملية التفتيش التي تلت التوقيف أسفرت عن العثور على حوالي 200 قرص من المخدرات المهلوسة “إكستازي”، 4 غرامات من الكوكايين، وكمية من مخدر الشيرا. هذه الكمية تشير إلى أن الموقوف لم يكن مجرد بائع عادي بل يمثل حلقة رئيسية في شبكة مظلمة تعمل على تسميم عقول الشباب.
المتهم، الذي يبلغ من العمر 33 سنة وينحدر من منطقة طيط مليل، ليس غريباً على السجل الجنائي. فهو صاحب سوابق عدلية ثقيلة، وخرج حديثاً من السجن ليعود مجدداً إلى عالم الجريمة، وكأن مصيره معلق بين القضبان.
العملية، التي تمت بإشراف القيادة الجهوية للدرك الملكي بالدار البيضاء وبتنسيق مع قائد سرية المحمدية وقائد المركز الترابي، تأتي ضمن سلسلة من الخطوات الاستباقية لمكافحة الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها. الموقوف يخضع حالياً لتدابير الحراسة النظرية لاستكمال البحث التمهيدي وكشف خيوط هذه الشبكة الإجرامية.
بهذه الضربة الأمنية المحكمة، تؤكد أجهزة الدرك الملكي أن يد العدالة طويلة، وأن خططها الاستراتيجية تعتمد على دقة التنسيق وحسن استغلال المعلومات. العملية ليست مجرد توقيف مجرم، بل رسالة واضحة لكل من يعتقد أن بإمكانه الإفلات من قبضة القانون: العدالة يقظة دائماً، ولن تسمح بتهديد أمن المواطنين وسلامتهم.