– إقليم الجديدة
- شهدت جماعة أولاد حمدان بإقليم الجديدة محطة تاريخية في مجال التعليم والتدبير الترابي، حيث استقبلت الفوج الأول من طلبة ماستر “تدبير الجماعات الترابية” بجامعة شعيب الدكالي، في زيارة بيداغوجية فريدة من نوعها. تأتي هذه المبادرة النوعية لتجسد رؤية جديدة تهدف إلى تعزيز الانفتاح بين الجماعات الترابية والمؤسسات الأكاديمية، من خلال إدماج التعليم النظري بالتجربة الميدانية، في وقت تتزايد فيه تحديات الحكامة المحلية بالمغرب.
منهجية تربط التعليم بالواقع
الزيارة، التي أشرفت عليها الأستاذة الجامعية حياة بركات، وضعت نظام المراقبة الداخلية تحت المجهر كأحد الركائز الأساسية لضمان الشفافية والنجاعة في تدبير الشأن المحلي. وقد ساهم هذا التمرين التطبيقي في تمكين الطلبة من الاطلاع عن قرب على الإكراهات والتحديات التي تواجهها الجماعات الترابية، مما يعزز مهاراتهم لمواجهة الواقع بمهنية واحترافية.
وأشارت الأستاذة بركات إلى أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا متقدمًا في التعليم العالي، حيث تفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة من خلال تكوينهم بطريقة تزاوج بين النظرية والممارسة. وأكدت أن هذه الخطوة تترجم التزام الجامعة بتقديم تكوين نوعي يتماشى مع احتياجات التنمية المحلية.
رؤية قيادية ودعم استراتيجي
لم تكن هذه التجربة لتنجح لولا الدور البارز للدكتور السيد أكريم، رئيس جماعة أولاد حمدان، الذي وفر الظروف الملائمة لاحتضان الطلبة والأساتذة في أجواء احترافية تعكس حُسن تدبيره وروحه التشاركية. وقد أكد الدكتور أكريم في تصريح له أن هذا الحدث يعكس أهمية التعاون بين المؤسسات الجامعية والجماعات الترابية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الانفتاح على الجامعة يُعد مكسبًا يعزز مكانة الجماعة ويمنحها إشعاعًا على المستويين المحلي والوطني.
كفاءات شبابية ورؤية مستقبلية
خلال هذه الزيارة، أظهر الطلبة المشاركون كفاءات لافتة عبر تدخلاتهم المميزة ونقاشاتهم العميقة حول سبل تحسين الحكامة المحلية. وقد شكل هذا الحدث فرصة لإبراز القدرات العالية للجيل الجديد من الأطر المغربية، القادرة على تحقيق التحول النوعي في مجال تدبير الشأن المحلي.
انعكاسات إيجابية تتجاوز الحدود المحلية.
لم تكن هذه المبادرة حدثًا عابرًا، بل أظهرت كيف يمكن للتعاون بين الجماعات الترابية والجامعات أن يصبح نموذجًا يحتذى به على الصعيد الوطني. وتعد هذه التجربة فرصة لتعزيز صورة جماعة أولاد حمدان كمنطقة رائدة في احتضان مثل هذه الفعاليات التي تسهم في بناء جيل جديد من القادة المحليين.
تحديات وتطلعات
في وقت تواجه فيه البلاد تحديات متعددة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، تبرز هذه المبادرات كمفتاح لتحقيق التنمية المندمجة. إن تقوية العلاقات بين الأكاديميا والجماعات الترابية يسهم بشكل مباشر في معالجة التحديات المحلية، ويقدم حلولاً واقعية لتطوير الحكامة وتعزيز الشفافية.
خاتمة
تُعد زيارة الفوج الأول من ماستر تدبير الجماعات الترابية لجماعة أولاد حمدان نموذجًا رياديًا يُبرز أهمية الانفتاح على المحيط السوسيو-اقتصادي. إنها دعوة صريحة لأصحاب القرار والمسؤولين إلى تعزيز هذه الدينامية على مستوى وطني، بما يساهم في تحسين أداء الجماعات الترابية وتكريس نموذج الحكامة الجيدة كأساس لبناء مغرب الغد.