حين يتحدث النادل: صرخة من أجل الكرامة وحقوق مهدورة

متابعة :,مراد وبوغليم محمد

في زحمة المقاهي المكتظة بالزبائن، تقف معاناة النوادل في زاوية معتمة، حيث تُختزل حياتهم بين أجور لا تتجاوز 1200 de درهم شهريًا، وإكراميات غير مستقرة يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة. ورغم أن المقاهي تدر أرباحًا طائلة على أربابها، فإن النادل يظل الحلقة الأضعف في معادلة لا تراعي الكرامة الإنسانية.

واقع مُرّ خلف الفناجين

نوادل المقاهي يشتغلون لساعات طويلة تمتد إلى 10 ساعات أو أكثر يوميًا، وغالبًا بلا عطل أسبوعية أو تغطية اجتماعية. يضطر بعضهم إلى دفع ثمن مشروبات لم يدفعها الزبائن، أو حتى المبيت في المقهى لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف السكن. أما النادلات، فيواجهن إضافة إلى هذه الظروف التحرش المستمر.

قوانين بلا أثر ومراقبة غائبة.     

رغم وجود مواد قانونية تضمن الحد الأدنى للأجور، فإنها تُفرغ من مضمونها عبر اعتبار الإكراميات جزءًا من الأجر، مما يترك النوادل دون حماية حقيقية. الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا يقوم بدوره في مراقبة المشغلين، ما يجعل هؤلاء يفلتون من التصريح بالعمال أو يدفعون الفتات لتغطية شكلية.

مطلب بسيط: عيش كريم

النوادل لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بتطبيق القانون وإنصافهم من استغلال أرباب المقاهي. يناشدون الجهات الوصية التدخل العاجل لإقرار حقوقهم في التغطية الصحية، الحد الأدنى للأجور، وضمان بيئة عمل تحترم كرامتهم.

صرخة النادل اليوم ليست مجرد مطلب عمالي؛ إنها نداء إنساني يستحق الإصغاء. فهل تتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا الاستغلال المزمن؟

 

Comments (0)
Add Comment