مدينة الجديدة تتحرك: حملة تحسيسية ضد احتلال الملك العام نحو هندسة حضرية مستدامة

متابعة:مراد مزراني وعدسة بوغليم محمد

في مشهد يعكس وعياً متقدماً بأهمية التنظيم الحضري، أطلقت السلطات المحلية بمدينة الجديدة مبادرة نوعية تحمل بُعداً تحسيسياً وتوعوياً لوقف نزيف احتلال الملك العام. العملية، التي أشرف عليها السيد باشا المدينة بالنيابة، ليست مجرد إجراء عابر، بل تعبير عن رؤية شاملة تستهدف إعادة هيكلة العلاقة بين المواطن والفضاء العام وفقاً لروح القانون ومقتضيات التنمية المستدامة.

من شارع محمد السادس إلى مقهى الحسنية: خريطة التدخل الميداني
اختارت السلطات المحلية أن تبدأ هذه الحملة من نقاط استراتيجية بالمدينة، انطلاقاً من شارع محمد السادس، مروراً بمدارة فرنسا وصولاً إلى مقهى الحسنية، وهي مناطق تُعد شرياناً حيوياً للحركة الاقتصادية والاجتماعية. وقد شارك في الحملة فريق متكامل يضم ممثلين عن السلطة المحلية والشرطة الإدارية، في خطوة تهدف إلى ترجمة الرسائل التحسيسية إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.   

رسائل الحملة: بين التنظيم والسلامة العامة
ركزت الحملة على توجيه رسائل متعددة الأبعاد، تجمع بين التحذير من تجاوز القانون والدعوة إلى الالتزام الطوعي بروح المسؤولية. وأكدت على أهمية احترام المساحات العامة باعتبارها ملكاً جماعياً لا يقبل الاستغلال العشوائي، بما يضمن انسيابية حركة السير، ويعزز السلامة العامة في المدينة.

التزام جماعي ومسؤولية مشتركة
التفاعل الشعبي مع الحملة لم يكن غائباً، حيث أعربت ساكنة الجديدة عن تأييدها المطلق لهذه الخطوة التي طال انتظارها، معتبرة أن نجاحها يعتمد بشكل كبير على شراكة واعية بين السلطات والمواطنين. فالمبادرة، بحسب تعبير العديد من الفاعلين المحليين، تُمثل فرصة لإعادة صياغة واقع المدينة بما يُلبي طموحاتها التنموية ويُحافظ على جاذبيتها الحضارية.

نحو فضاء حضري متوازن.   
ليست الحملة مجرد إجراء لإزالة المظاهر العشوائية، بل هي رؤية استراتيجية لبناء نموذج حضري متوازن، يُعيد الاعتبار للملك العام كجزء لا يتجزأ من الفضاء المشترك. إنها دعوة موجهة لأصحاب القرار لتبني مقاربة مستدامة في تنظيم المدينة، قوامها الشراكة بين المواطن والمؤسسة، والحزم في تطبيق القانون بما يضمن التوازن بين الحقوق الفردية والمصلحة الجماعية.   

خلاصة: مسؤولية تتجاوز حدود التوعية
إذا كانت هذه الحملة خطوة أولى، فإن الرهان الأكبر يكمن في ضمان استمراريتها وتحويلها إلى ثقافة يومية تنعكس إيجاباً على النسيج الحضري للمدينة. وبقدر ما تُثني الساكنة على هذه الجهود، يبقى التحدي في ترجمة التفاعل اللحظي إلى التزام دائم، يدعم دينامية التنمية ويُعزز صورة الجديدة كمدينة نموذجية قادرة على الموازنة بين الحداثة واحترام القيم المشتركة.

Comments (0)
Add Comment