متابعة:م ز/ وبغليم محمد
كما تنقضُّ النسور على الغربان حين تغفل، وتضربها من الأعالي حتى تهوي، كذلك كانت حملة الدرك الملكي، التي جاءت صارمة كالسيف، لا تعرف الهوادة ولا التراخي. فمنذ فجر يوم 30 يناير 2025، والقيادة الجهوية بسطات، تحت إشراف قائدها بنفسه، تشنُّ حملة تطهيرية شاملة، مستهدفة أوكار الفساد ومعاقل الخارجين عن القانون.
تحركت النسور، يقودها قائد سرية برشيد، يعاضده قادة المراكز الترابية بسيدي رحال، حد السوالم، السوالم، والسوالم الطريفية، وكانوا كالسيل الهادر، يقتلع جذور الفساد أينما وجدت. فما هي إلا لحظات حتى تساقط 16 مبحوثًا عنهم، كما تتساقط الأوراق اليابسة حين تهب الريح. منهم تجار المخدرات ومروجو مسكر ماء الحياة، ومنهم من جعلوا القانون مطية يتلاعبون بها كيف شاؤوا.
لم تتوقف الحملة عند ذلك، بل استمر الزحف ليشمل أوكار الشيشة، حيث تم الحجز على 80 قنينة زجاجية، كانت شاهدة على عربدة الليل وأوهام النهار. لكن الدرك، شأنه شأن النسور، لا يشبع من الطيران، ولا يكتفي بالفريسة الأولى، فالبحث ما زال مستمرًا، والعدالة تنتظر من يُلقى بهم في شباكها.
إنها حملة ليست كغيرها، بل أشبه بغزوة تُعيد ترتيب الأرض لمن يستحقها، وتنثر في الأرجاء هيبة القانون، فيعلم كل طائر أن السماء ليست للجميع، بل لأهل القوة والعزم.